التضامن سلوك إنساني يعمل على تخفيف المعاناة والآلام عن بني البشر؛ وتكون العلاقة بين المتضامنين أفقية متكافئة؛ فجميعهم يحملون مكانة اعتبارية متساوية في الكيان التضامني، ويستمد التضامن أسسه من التعاليم الدولية والقوانين الوطنية؛ ولا يشترط في المتضامنين أن يكونوا مشتركين في نفس النضال؛ وقد تكون المعاناة الخاصة لأحدهما تختلف عن المعاناة الخاصة بالآخر؛ أو كل منهم يسلك خطاً إستراتيجياً يختلف عن الآخر، ولكن التضامن يقتضي من المتضامنين، الاعتراف بأن هناك مجموعة من القيم المشتركة تجمعهم؛ ولديهم الاستعداد الأخلاقي بالثبات على احترام ميثاق التضامن بينهم؛ بعكس إيران؛ التي كان حرياً بها أن تكون النموذج الذي يحتذى به، في المحافظة على القيم التي أجمع المتضامنون على الإيمان بها؛ ولكنها سلكت الطريق المفضي إلى انتهاك ميثاق التضامن؛ ومنها على سبيل المثال: محاولة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة، والتدخل في الشأن البحريني وتحريض عناصر من الطائفة الشيعية ضد الدولة، وكذلك تحريض بعض من أفراد الشيعة في القطيف ضد الدولة السعودية، وتسليح الحوثيين شمال اليمن للاعتداء على السعودية، والتدخل في الشأن السوري واللبناني، وإطلاق شعارات العداء مما أدى إلى خلق التوتر الإقليمي؛ ومنها على سبيل المثال؛ التهديد بغلق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية وهي تعلم أن صادرات النفط الخليجية تمر عبر مضيق هرمز.. إن انتهاك إيران لميثاق التضامن وهي - عضو مؤسس في مؤتمر التضامن الإسلامي -؛ يجعل منها معول هدم وتخريب لكيان هذا التضامن.
الخلاصة:
التضامن الإسلامي، ليس كياناً يعنى بالأعمال الخيرية، وإنما كيان لحشد الرأي الموحّد لدفع الظلم الذي يقع على المسلمين.. والدول الأعضاء عند ما تلبي دعوة خادم الحرمين الشريفين لمؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي، المزمع انعقاده بمكة المكرمة؛ يعني ذلك احترامهم لعهد الشرف المشترك الذي قطعه المتضامنون على أنفسهم.. وفي نفس الوقت، يحمل رسالة لأصحاب المقاعد الشاغرة في الاجتماع، بأن السعودية حريصة على تجسيد التضامن كما جاء في المعنى النبوي؛ (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
khalid.alheji@gmail.comtwitter @khalidalheji