بصراحة لا يراودني شك ولا 1 % بأن نادي الاتحاد قد سعى جاهداً وبكل السبل والحيل واللف والدوران لعدم السفر إلى مدينة بريدة وخوض اللقاء الأول له أمام الرائد في أول جولة من دوري زين وذلك لإدراك مسؤوليه بأن فريقهم لم يكتمل حتى الآن، وأنه لم يتم تسجيل الأجانب ولم تدفع المديونيات وكأنهم يقولون: إن نتيجة المعسكر الخارجي صفر على الشمال، ولكن ما جعل مسيري نادي الاتحاد يحاولون ويلجأون إلى الأساليب الملتوية للتأجيل هي تلك البيئة الخصبة التي وجدوها من تسهيلات واستثناءات منحت لهم من قبل لجنة الاحتراف التي ضربت بالأنظمة وشروط الاحتراف عرض الحائط. فقد تكون المرة الأولى التي يتم فيها تمديد المهلة وعدم إقفال فترة التسجيل لناد واحد دون بقية الأندية في حادثة أقل ما يقال عنها إنها أحد أسباب كوارث الرياضة السعودية، والمُستغرب أن نادياً بمكانة الاتحاد برجاله وكياناته وجماهيريته لا يستطيع توفير طائرة تقله إلى مدينة بريدة إذا ما عرفنا أن التكلفة الإجمالية للرحلة لا تتجاوز 70 ألف ريال وهو من استقطب أحد لاعبيه الأجانب بـ60 مليون ريال. ولكن رغم تقصدهم واحتيالهم مع تبييت النيّة مسبقاً في وضع العوائق مع مماطلة وعدم إظهار الحقيقة ومحاولة رمي الإخفاق على الآخرين، كل هذا كان من قِبل لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي التي لم تكن واضحة ولم تف بالوعد الذي قطعته على نفسها حول التعاون مع الخطوط السعودية بتزويدها بالأوقات والجداول ليتسنى برمجة المقاعد وحجزها حتى بدون أسماء ليتم بعد ذلك برمجتها حسب المطلوب ورغم كل التقصير وعدم الوضوح والشفافية، ومن مبدأ التعاون، قامت الخطوط السعودية بواجبها وأمنت المقاعد المطلوبة ولم يكن هذا مطلوباً منها، فالخطوط السعودية ليست للأندية أو للرياضيين، بل هي تقوم على خدمة أكثر من 26 مليونا بين مواطن ومقيم في داخل المملكة. ويجب أن تعي رعاية الشباب ولجانها أن تأمين المقاعد بتوجيه مباشر من معالي المدير العام الذي أمر بزيادة السعة المقعدية للرحلة، وهذا يتطلب تغيير نوع الطائرة، وتعتبر حالة استثنائية، وقد تكون على حساب خط آخر، ولكن كان التعميد مبنياً على حُسن النية أملاً أن تجد الخطوط تعاملاً أرقى وأوضح من قبل اللجان العاملة في الاتحاد السعودي، وأن تتعاون بجدية وبوقت كاف حتى يتسنى للجميع تقديم الخدمة المطلوبة.
من يقول النصر ناقص مال.. فهو ناقص عقل
جاء اجتماع الجمعية العمومية لنادي النصر قبل أيام أقل من الطموح، حيث لم يعلن عن أي دعم أو اتخاذ أي طريقة أو سبيل لتفعيل العمل الاستثماري وزيادة مداخيل النادي، خاصة إذا ما أدركنا أن الشريك الاستراتيجي لم يعد لديه ما يقدمه، إذ هو لم يجدد مدة العقد الذي أوشك على النهاية، فاليوم يعلن نادي النصر عن عجز متوقع يفوق 26 مليونا، وقد تكون قد غيبت الحقيقة في الواقع، والواضح أن العجز سيكون أكثر من ذلك بكثير إن لم يكن الضعف، فبعد تلاشي دور أعضاء الشرف، واعتبار دعمهم من الماضي، ولم يعد له وجود، فالإدارة الناجحة هي من تبحث عن مصادر دخل تعوض وتغطي النفقات الهائلة، وتنهي أزمة متوقعة تجعل من ناقصي العقل كاملي القوى العقلية.
نقاط للتأمل
- ما موقف لجنة الاحتراف مستقبلاً لو طلب أحد الأندية استثناءه وإعطاءه مهلة لتسجيل لاعبيه؟ وقد يحدث في الفترة الشتوية القادمة، فقد فتحت على نفسها بابا لن يقفل بسهولة بعد استثناء نادي الاتحاد.
- ماذا سيقول بعض الإعلام لو أن ما قُدم لنادي الاتحاد من تسهيلات كان لأندية أخرى؟ فلو عُملتْ لنادي الشباب لاتهم البلطان بعلاقته، ولو عُملتْ لنادي الهلال لقيل نادي الدلال، ولو عملت لنادي النصر لقالوا لاختراقه اللجان وصوته العالي، ولو عملت للأهلي لقالوا بسبب سطوة وقوة عضو شرفه الفعال.
- لظروف الطبع تم إرسال المقال قبل معرفة نتائج لقاءات الأمس من الجولة الأولى من دوري زين ولكن كل أتمناه أن تكون قد مرت بسلام من جميع النواحي وخاصة الأمور التحكيمية.
- ما يحدث في الأندية الرياضية لدينا من عمل ارتجالي وتعاقدات عشوائية وبعض منها لم يصل إلا قبل انطلاق الدوري بيومين يدل على أن العمل الاحترافي لدينا في مهب الريح.
- الآن وبعد ما اتضح أن العمل لدى الاتحادات واللجان يدار بالبركة والاعتماد على الاتصالات، وعدم الشفافية، وطمس الحقائق، قد تكون هي السبب في عدم التوفيق، وخلف التراجع، ففي السابق قالوا (النيّة مطيّة).
- لم يوفق من وجهة نظري الزميل العزيز طارق كيال عندما أدلى عبر أحد البرامج وقال: إننا لم نجد طائرة خاصة لتقل الفريق. وهذا مخالف للواقع، فالطائرات الخاصة والشركات المالكة على قفى من يشيل في كل من الرياض وجدة، بل وفي جميع مدن المنطقة.
أخيراً.. المحظوظون ثلاثة:
من ترك الدنيا قبل أن تتركه
ومن بر والديه قبل أن يفارقوه
ومن أرضى خالقه قبل أن يلقاه
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي، وعلى الخير دائماً نلتقي.