عندما ظهر نائب رئيس اللجنة الفنية والمسابقات واللعب النظيف عادل البطي في برنامج (فوانيس) مع الزميل رجا الله السلمي كي يتحدث عن استقالته من اللجنة كان من الضروري والمهم أن نتوقف عند حديثه، فهو لامس بعض مواضع الخلل في اتحاد الكرة، خصوصاً عندما تحدث عن ضرورة التفرغ للعمل، وأشار إلى أن بعض اللجان في اتحاد الكرة تحتاج لأشخاص متفرغين يحضرون بشكل يومي ولديهم خبرة تعينهم على تقديم عمل مميز، الرجل رفض أن يتقمص دور البطل ويعمل في اتجاهات كثيرة، وهو يدرك أهمية عمله في الاتحاد السعودي لكرة القدم كنائب للجنة المسابقات؛ فقرر الابتعاد دون أن يقحم أسباباً أخرى أو يفتعل إثارة إعلامية تضمن له الظهور المستمر عبر وسائل الإعلام المختلفة ويصبح تصريحه حديث الجميع، وبما أنه لم يفعل ذلك واختار قول الحقيقة فهو بذلك يثبت أن ابتعاده بفكره ورقي تعامله خسارة كبيرة لاتحاد الكرة.
كلٌّ ينظر لمصلحته ومقدرته على العمل وفق إمكانياته، ولا أعتقد أن هناك من يبخل على بلده بالعطاء والجهد؛ لذا يجب أن نفرق بين من يستأثر بأي منصب لنفسه وهو يدرك أنه لا يملك جديداً يقدمه فيفيد الوطن، سواء في المجال الرياضي أو في أي مجال آخر، وبين من يبتعد حباً في العمل وحتى يتيح الفرصة لغيره ممن يستطيع أن يقدم إضافة جديدة تصب في مصلحة العمل المقدم (كتطوير) من خلال أفكار جديدة تنقل المنظومة (كعمل) إلى موقع أفضل بنتائج أفضل، وهذا ما فعله البطي، مع تمنياتي بأن يكون هناك أكثر من شخص يدرك معنى ما فعله هذا الرجل.
لكل إنسان طاقة وإمكانيات ومهما بلغت فهي في النهاية محدودة، ففوق كل ذي علم عليم؛ لهذا كان من الضروري أن تتغير الأفكار وتسود ثقافة التغيير والتضحية وتقويم الذات حتى لا تصبح المناصب المهمة والحساسة في بعض اللجان الرياضية حكراً على أحد، فهذا الوطن يزخر بالكوادر الشابة المؤهلة التي تملك العلم والخبرة؛ مما يجعلنا نسير وفق خطط إحلال واضحة يتقدم من خلالها المتخصص والمبدع والمنتج، ونقدم له كل الدعم والتشجيع، هذا أمر مهم ومفيد ويعتبر من أهم عوامل التقدم والتطوير.
البطي فتح باباً مهماً وأرسل رسالة في غاية الأهمية لكل الأشخاص الذين مازالوا متمسكين بمناصبهم وحريصين على أن يستمروا أكبر وقت ممكن دون أن يقدموا ما يشفع لاستمرارهم، بل إن أخطاءهم تزيد يوماً بعد يوم، ولغة النقد تتصاعد باستمرار، فالأخطاء أصبحت واضحة وفي تصاعد مستمر دون أن نلمس أي تحسن.
وطالما أن الحديث هنا عن اتحاد الكرة فهذا الأمر يعتبر ضمن العوامل المؤثرة التي أدت لتراجع مستوى الأندية والمنتخبات وضعف النتائج في السنوات الأخيرة.
فعندما نعتمد -بعد توفيق الله- على الكوادر المتخصصة التي تملك فكراً متميزاً وتستطيع وفق الإمكانيات الموجودة عمل نقلة تاريخية ترفع من المستوى الرياضي في هذا الوطن؛ فإن النتائج حينها ستكون مختلفة؛ لأن المنظومة الرياضية تحتاج إلى فكر وعمل وإمكانيات، عندها سيتغير الحال وسينتقل اهتمامنا إلى جوانب ضعف أخرى مختلفة عما كانت عليه في السابق حتى يتحقق العمل التكاملي من كل جوانبه، والفيصل فيه وفق نظرة الشارع الرياضي هو (النتائج)، وستختفي جل المعوقات، ولن تجد من يرمي أسباب الإخفاقات على قلة المنشآت أو على ضعف البنية التحتية لرياضة الوطن.. (أنا هنا لا أُصادق على وفرة المنشآت أو جودة البنية التحتية، غير أني أضع أمثلة فقط).
النقص وارد والأخطاء من الضروري أن تحدث، وليس بمقدورنا تقديم الكمال في العمل، لكن بمقدورنا الاجتهاد والعمل وفق سياسة واضحة تضمن لنا الاعتماد على من هم قادرون على تقديم العمل المأمول لتحسين الوضع وتصحيحه.
العمل الرياضي في هذا التوقيت بالذات يحتاج للشباب المتخصص والمبدع وهم كثر، فقط نحتاج إلى حسن الاختيار وفق أشياء ملموسة؛ بمعنى أن يقع الاختيار على الشخص المناسب وفق ما قدمه من عمل وفكر على أرض الواقع من خلال الأندية أو من أي موقع آخر له علاقة بالمجال الرياضي.
Zaidi161@hotmail.com / تويتر - @zaidi161