فتعقيباً على ما نشر في صحيفة الجزيرة في العدد 14551 في زاوية باتجاه الأبيض للكاتب سعد الدوسري بعنوان مزيداً من القبور والتي تحدث فيها عن التفحيط والمفحطين. أود التعقيب بإيجاز على ما نشر حول دور الجامعيين والأكاديميين والتربويين أقول إن افتقاد نص العقوبات على المخالف لعنصر المحاسبة الكم بالكم والكيف بالكم يوجد مساحة من عدم المبالاة والاستهتار عند الشباب هداهم الله فمثلاً المفحط المتهور قد يقتل عشرة أشخاص في حي ويقتل اثنين في حي آخر وقد يقتل نفسه في ممارسة التفحيط في مكان ما ولو يتم مقاضاته لتمت على التهور وليس على العدد إذن هو يحاسب على الكيفية وليس على النتيجة وبالتالي ليس هناك خطأ تربوي ترتكبه الجامعات أو الأكاديميون أو التربويون أو المؤسسات التعليمية يستدعي أن يعود هؤلاء لطاولة التفاهم حول ظاهرة التفحيط، وليس هناك تفاوض في إزهاق الأرواح الأخرى فلا تستطيع أن تقفل الشوارع أو تعيق حركة الناس في غداتهم ورواحهم من أجل إيقاف نزيف الأرواح الناتج عن التفحيط الذي لا يقارن بحوادث السيارات على الطرق، التفحيط لا يفلح معه الاجتماعات ولا جمع البيانات ولا معالجة نتائجها والتفحيط ليس خطأ تربوياً ناتجاً عن توجيه من الأسرة أو المجتمع أو مؤسسات التعليم بمعنى أن هناك شيئاً يناقض التفحيط شكلاً وموضوعاً لم يوفق المجتمع بمؤسساته في تعليمه للشباب فظهر التفحيط إذن هو ليس نتيجة وليس ردة فعل هو عقاب ذاتي لشخص لنفسه ساهم النشر الإعلامي بين الشباب في انتشاره والرفاه المادي المزيف الذي يعيشه بعض الشباب يجتر معه الأحزان للآخرين ويفجعهم بأبنائهم وفلذات أكبادهم ليلاً نهاراً. إن أزيز الإطارات موسيقى حزينة للبعد عن الدين وجادة الصواب.
طالما أن الجهات المعنية بالشباب تعسر وتصعب من سبل الالتحاق بمراكزها ومنشآتها وطالما أننا نعمل مركزاً أو جهة واحدة في الأحياء الراقية ولا نوازي ذلك بالأحياء الفقيرة والقديمة فنحن نعيد إنتاج سلوكيات وأفعال مدمرة لأننا لا نستوعب عدد الشباب ولا نستوعب غياب دورهم الحيوي في المجتمع علمياً وتنموياً واقتصادياً يحضرون مباراة ويملؤون المدرجات بالآلاف أصحاء ثم ينتشرون كالفراش المبثوث في وقت متأخر فيغدون كأعجاز النخل الخاوية فجراً.
محمد بن سعود الزويد - جامعة الإمام - وكالة الدراسات والتطوير