اطلعت على ما كتبه الدكتور جاسر الحربش في زاويته (إلى الأمام) في جريدة الجزيرة 6 رمضان 1433هـ العدد 14545 أقف أمامه معجباً بما قاله عن العفن الذي تصدره تلك القنوات الفضائية الخليجية.. نعم أقول ما قاله الدكتور الحربش: إنها وجبات أعلاف تقدم للمشاهد الخليجي.. إننا وبلا شك نواجه غزواً فكرياً لم يسبق له مثيل فقد خرق الإعلام العربي كل القواعد الأدبية واستخف بالعادات والتقاليد وتجرأ وتمرد على الآداب الإسلامية.. وإنني أعتقد أن الأفكار التي ظللنا لسنوات نتعلمها ونتدارسها ونسمعها عن ماهية أعدائنا المتربصين بنا وعن ضرورة الاستعداد لهم والحذر منهم كان ضرباً من ضروب الخيال فعدونا الحقيقي للأسف الشديد يتواجد بيننا وأمام أعيننا ويتكلم بلهجتنا فهو غدر بشبابنا واستخف بعقولنا إنما ما تشهده الساحة العربية اليوم من انفلاتات في شتى المجالات قد انعكس سلباً على الأمة فظهر زمان الرويبضة وانتشر الخراصون حتى انقلبت الآيات وتحورت المعاني وظهر الدجالون في صورة الصادق الأمين واندثر العلماء والحكماء.
نحن الآن أمام واقع مرير يستلزم من الجميع وجود العزيمة الصادقة والنية الصافية لمواجهة طوفان جديد يعصف بحاضرنا ومستقبلنا، فالمعركة غير متكافئة والمترنحون بازدياد وإلا لما تضاعفت ميزانيات المسلسلات الهابطة والبرامج الحوارية العقيمة أضعافاً مضاعفة وهذا دليل دامغ على وجود قاعدة بشرية ليست بالقليلة قد انساقت وراء الترهات والخزعبلات وما أكثر المنساقين.
إننا أمام واقع جديد تختفي فيه سنن الأولين ابتداءً من سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مروراً بسيرة صحابته الأخيار والتابعين الكرام وانتهاءً بعصور السلف الصالح.
إننا نشهد أمام أعيننا أمواجاً تتلاطم تأخذ في هوجها الملايين من أصحاب القلوب البليدة والأنفس السقيمة لتترنح بهم كيفما شاءت.. إننا في مدارسنا ومساجدنا نعلم ونبين الحق من الضلال ثم تأتي هذه القنوات وتهدم ما بُني في سنوات في ساعة واحدة.
نعم إننا أمام تحد عصيب ومعركة شرسة بين الحق والباطل وبين أهل الزيغ وأهل الصواب وإذا كان لا بد من خوض هذا النزال فليكن إعلاء كلمة الله ونصرة نبيه وسنته هي دستورنا وسلاحنا.
أخيراً أقول ما قاله الدكتور الحربش في نهاية مقاله: (هناك ترابط عضوي بين تفاهة البرامج الفضائية الخليجية ونوعيات المشاهدين والعكس صحيح).
شكراً يا دكتور جاسر فقد فتحت نافذة الحق من خلال مقالك فهل من متعظ.
عبد الله بن باني محمد الشمري - الرياض