عند البحيرة كُنَّا نقيم منذ الصباحِ
بحيرة الماء تُهدي للنفس كل انشراحِ
والطيرُ يرقص فيها كرقصةٍ للسماحِ(1)
يصطف فيها صفوفاً مصفقاً بالجناحِ
فتسمع الصوت لحناً مجسداً بالبواحِ(2)
كأنه حفلُ عرس من الليالي الملاحِ
ما أجمل الماء يبدو صفواً كبير المساحِ
والناس في شاطئيه يقضون وقت الرواحِ(3)
هبَّ النسيم علينا فعمَّنا بارتياحِ
وفي الأصيل جلسنا نرتاح في المستراحِ
نُمتُِّع العين فيما يحويه روض البطاحِ
تلك الجِنانُ رياضٌ توشحت بوشاحِ
يضفي عليها جمالاً يعم كل النواحي
والطير يصدح حُرّاً مغرداً في البراحِ
وللربيع زهورٌ تجملت بالأقاحِ(4)
يسري شذاها زكياً محملاً بالفواحِ
على الضفاف قضينا يوماً جميل المِراحِ(5)
صباحه عسجديٌ وليله كالصباحِ
(1) رقصة السماح، رقصة من بلاد الشام
(2) الجهار والعلانية.
(3) الرواح، من زوال الشمس إلى الليل.
(4) زهر من فصيلة الأقحوان.
(5) المِراح (بكسر الميم) اسم للمرح.