يبدو أنه أصبح لرسائل الـ(sms) استخدامات متعددة، فهي لم تُعدُّ بديلاً للكشكول اليومي الذي تكتبه (المدام) لطلبات المنزل قديمًا، ولم تقف (الرسالة الغاضبة) عند وقوع الطَّلاق بين الزوجين، أو التفرقة بين الصديقين، بل تطوَّرت التقنية لدينا لتوجب القتل أحيانًا؟!.
هذا ما حدث بالفعل في نجران يوم (أمس الأول) فبسبب (شتائم شبابية) عبر الرسائل النصية بالجوال لقي شاب مصرعه (بخمس طلقات نارية) وأصيب آخر؟!
رحم الله (المقتول)، وشفي (المصاب)، وسامح (القاتل)، والسؤال المطروح هنا: هل وصلنا إلى هذه المرحلة من عدم ضبط الأعصاب بسبب (الشجار الإلكتروني)؟! وهل نحن بالفعل نستخدم التقنية بالشكل الصحيح مثل بقية (خلق الله) في المعمورة؟!.
أحدث دراسة تقول: إن عدد مستخدمي تويتر في السعودية ارتفع خلال الستة أشهر الماضية بنسبة (93 في المئة) ليصل لـ(مليونين و900 ألف شخص) من أصل (140مليون مستخدم) حول العالم علمًا أن (الرياض) تحتل المرتبة العاشرة (عالميًا) بعدد المغردين مما يدل على أننا نصرف (كلام كثير) عبر هذه التقنية!
فنحن نلجأ إلى (شبكات التواصل) والعالم (الوهمي) وللتقنية بشكل عام لطرح قضايانا وهمومنا ونتناقش عبرها ولو برسائل الـ(sms) بسبب عدم قدرة البعض على المواجهة الحقيقة للمناقشة والحوار على أرض الواقع في كثير من الأحيان؟!.
الفنان فايز المالكي انتقد أمس التلفزيون وخاطب الوزير عبر تغريدة له بسبب قطع مشاهد من مسلسله الرمضاني، مع أن مكتب الوزير لا يبعد كثيرًا عنه؟!
وزارة التجارة مؤخرًا تحوَّلت لوزارة (تغريدات ناجحة بامتياز) مع أن المخالفات على أرض الواقع ويمكن ضبطها في أقرب (سوبر ماركت) على طريق معالي الوزير؟!
الشيخ العريفي يُهاجَم عبر (تويت خاص) بسبب صورة التقطت له في نادي دبي للسيدات وهو يلقي محاضرة فيها اختلاط خلال شهر رمضان وهناك نساء دون حجاب؟! مع أنه حذّر مرارًا كما يقول المغردون من الاختلاط؟!
الشيخ الكلباني مثلاً غرّد قبل رمضان منتقدًا: (ما قصة العوضي كلَّما سافر كان بجواره فنان في الطيارة؟) تعقيبًا على تغريدات العوضي السابقة حول لقائه بالفنانين؟!.
معظم قضايانا كقيادة المرأة للسيارة ومشكلاتنا كتعيين الخريجين وانتقاداتنا لمسلسلات رمضان وغيرها من القضايا والهموم، تحوَّلت إلى (ساحات التقنية) وأصبح (الشجار الإلكتروني) أمرًا طبيعيًا للرأي والرأي الآخر حولها بين مختلف أفرد وأطياف المجتمعات..!.
ولكن يبقى السؤال الأهم: هل (المتشاجرون إلكترونيًا) يستطيعون النقاش والتحاور بهدوء وتعقل (وجهًا لوجه) بعيدًا عن التشنج؟!.
إنها (أمنية) ولكن بداية (المقال) تقول غير ذلك؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com