في موسم الخير والبركات حيث تتربّى النفوس على فضائل الأعمال، ونحرص جميعاً على تعويد الطفل الصغير على الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وتهيئتهم لهذا الجو الروحاني والذي لا يتكرر سوى في رمضان، نجد أنّ البعض يهيأ له ما يدمر عقله، ويشل حركته، ويسيطر على تفكيره، ويضعف نظره وتحصيله من ألعاب إلكترونية يعكف عليها من استيقاظه وحتى نومه.
يجلس الطفل يومياً ست ساعات متواصلة أو أكثر، بينما يتركه والداه بدعوى التنفيس واللعب البريء وحتى لا يشعر بالتعب أثناء الصيام، فيزيد الوزن ويقل التركيز ويثقل السمع أحياناً! وهنا أتساءل: لماذا لا يوجد الوالدان بديلاً عن هذه الألعاب بأعمال محببة للطفل ويساهم فيها، مثل إشراكه في توزيع وجبات إفطار صائم، أو صلة الأقارب والأصدقاء، أو عمل المسابقات الثقافية للأسرة الواحدة، ويرصد لها الجوائز القيمة، أو حتى تخصيص كتاب يقرأ فيه الأب يومياً بينما يستمع البقية، ويشركهم في تبادل الأفكار والحوار، وتشجيعهم على القراءة .
إنّ هؤلاء الصغار هم عماد المستقبل وبهم يقوم المجتمع، وكلنا يعلم مدى تأثير هذه الألعاب على عقولهم وتوجههم، ويكفي أن نعلم أنّ أسواق المملكة استوعبت حوالي مليون و800 ألف جهاز بلاي ستيشن أي أنّ 40% من البيوت السعودية تضم جهازاً واحداً على الأقل كما ذكر الشيخ محمد بن صالح المنجد في كتابه: «حمى الألعاب الإلكترونية»
سؤال أخير: إلى متى ستضيع أوقات صغارنا أمام شاشات الألعاب الإلكترونية؟
أمل عبد الله القضيبي - الرياض