يقول الدكتور عائض القرني في كتابه (اشكر حسادك): إن أعظم علامات النجاح هو كيل النقد جزافا لك فمعناه أنك عملت أعمالا عظيمة فيها أخطاء، أما إذا لم تنقد ولم تحسد فمعناه أنك صفر مكعب.
إن نقد أعدائنا الأصدقاء يقوم اعوجاجنا الذي ربما أعمانا عنه مديح الجماهير وتصفيق المعجبين.
إن أصدقاءك الأعداء وأن أعداءك الأصدقاء لم ينقموا عليك لأنك سرقت أموالهم ولكنك فقتهم علما أو معرفة أو مالا أو حققت نجاحاً باهراً فلابد أن يقتصوا جزءاً وفاقا لتصرفك الأرعن لأن الواجب عليك عندهم أن تبقى تحتهم بدرجة إذا فلا تنتظر من حسادك شهادات حسن سيرة وسلوك ودعاء في السحر بل توقع قصائد عصماء مقذعة وخطبا نارية بشعة ومقامات أدبية مشوهة.
قال الشافعي رحمه الله تعالى:
وداريت كل الناس لكن حاسدي
مداراته عزت وعز منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمة
إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
) ويقول الدكتور القرني:
أعداؤنا كشفوا لنا أخطارنا فصححناها وأخبرونا بعيوبنا فاجتنبناها.. ودلونا على نقاط الضعف في ذواتنا فقويناها.. أعداؤنا خفضوا من اعجابنا بأنفسنا ومن اغترارنا بمديح الأصحاب لتكبرنا وتجبرنا.
أعداؤنا علمونا المنافسة فنافسنا في طلب المعالي وتسابقنا إلى الريادة ونظفنا غبار الكسل وألقينا رداء العجز.
) أسعد الناس حالا وأشرحهم صدراً هو الذي يريد الآخرة فلا يحسد الناس على ما آتاهم من فضله وإنما عنده رسالة من الخير ومثل سامية من البر والإحسان يريد إيصال نفعه إلى الناس فإن لم يستطع كف عنه آذاه.
) من أجمل الكلمات قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».