|
الدكتور سامي بن خالد الحمود صدر له كتاب بعنوان «حوار سعودي» تضمن مناقشة هادئة لأبرز قضايا المجتمع السعودي في ظل الثورات العربية.. والكتاب جاء في 110 صفحة من القطع الصغير وصدر عن دار الحضارة.
ومما جاء في هذا الكتاب عن خطورة الدعوة للمظاهرات: أن الذين يمنعون المظاهرات في السعودية لا يستندون في المنع إلى صكوك براءة من وجود الفساد ولا يقفون ضد الإصلاح وإنما اعتراضهم يستند إلى عدم مشروعية الوسيلة أصلاً أو غلبة مفاسدها على مصالحها، وكونها قد تنحرف من مظاهرات تنشد الإصلاح إلى مظاهرات تدعو للفتنة والفقة والخروج على الحاكم.
أما قياس هذه البلاد على غيرها من البلدان التي حدثت فيها المظاهرات لا يصح من وجوه كثيرة.
منها: قيام المملكة على التوحيد والسنة وتحكيم الشريعة الإسلامية وإقامة شعائر الدين وظهور آثاره في المجتمع في صورة لا يوجد لها نظير في العالم اليوم حتى أصبحت مأوى أفئدة المسلمين.
ومنها: اجتماع كلمة البلاد على ولي الأمر على مقتضى أصول أهل السنة والجماعة وبيعة شرعية بايعه فيها أهل الحل والعقد.
ومنها: وجود الحرمين الشريفين في البلاد وأي مساس بهذه البلاد هو مساس بأمن هذه الأماكن المقدسة.
ومنها: أن السعودية بلد القبائل المتعددة التي لها تاريخها العريق في البلاد وكانت في حروب وفتن قبل توحيد البلاد.. ولا شك أن فوضى المظاهرات مرتع خصب للفتنة وعودة الفرقة والعنصرية القبلية.
إذا علمنا هذا فإن وجود هذه المزايا والإيجابيات فارق واضح، كما أن التفريط أو الإخلال بها في مقابل خطأ أو تقصير أو دعوى إصلاح لا يتفق مع مقاصد الإمامة ولا مع قواعد المصالح والمفاسد.