إن طرق الخيرات التي شرعها الله سبحانه لعباده كثيرة ولله الحمد، ومنها طريق الصدقة التي قد يغفل عنها الكثير ولا يتذكرها بشكل ثابت وقوي إلا في شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم سنوات عديدة. ومنها طريق الصدقة التي لها آثارها الجسدية والنفسية علينا ولكن لا نستشعر ذلك إلا بعد مرور فترة زمنية من إخراجها! لكن يكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الصدقة بأنها (تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار). انتبهوا لذلك أي أنك كما تطفئ النار بالماء فإن الصدقة التي تتصدق بها تطفئ خطاياك! إنها لفرص عظيمة يمنحها لنا خالقنا لكي نغسل أجسادنا وقلوبنا من الخطايا والذنوب والآثام ومن خلال طريق لا يكون صعباً إلا على المحرومين من عباده المساكين! فعلاً إنهم لمحرومين من الأجر والثواب عندما يملك المال والصحة لكنه يبخل على نفسه وعلى أهل بيته وعلى أطفاله عندما يفترق عن والدتهم، ويحرمهم من النفقة الشرعية الواجبة عليه! ويحرم طليقته من النفقة الواجبة عليه أيضاً! أو ذاك المستبد الذي يتعمد إهانة زوجته على أثر خصام بينهما فيرفض تطليقها وتظل معلقة لسنوات طويلة! بل إن أفضل الصدقات على ذي الرحم الكاشح، والكاشح: من يضمر العداوة! فكيف بحال من هم يرجون عطفه واهتمامه لأنهم تحت رعايته ومسؤوليته ولا يرجون منه إلا التصدق عليهم بقوتهم اليومي وهم من لحمه ودمه! فأين هؤلاء من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ} الانشقاق 6، أي أن كل عبد سيلاقي ربه ويحاسبه على هذا الكدح، أي الكد والتعب الذي عمله! فكيف من يضيع كده وتعبه وهو لا يقوم بواجباته كزوج أو كأب تجاه أسرته التي قد يدفعها للضياع بقسوته وبخله وتقتيره عليهم! وخالقنا منحنا فرصا عظيمة لكي نتقي شر النار ولو بكلمة طيبة أيضاً، فالكلمة الطيبة تشمل حتى قرآة القرآن والتسبيح والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم وتعلم العلم، تشمل كل ما يتقرب به العبد لخالقه من أجل النجاة من النار! فكيف بمن يهمل تربية بناته ويدفعهن للهروب من المنزل والضياع في طرق المحرمات العديدة، وبعد ذلك يرفض الوقوف بجانبها أو مساعدة الجهات الحكومية لحل مشكلتها والستر عليها، بل ويهدد بقتلها والتخلص منها ولن يحاسبه أحد لأنه وليّ أمرها! بالرغم بأنه لم يحاسبه أحد على إهمالها أو سوء تربيتها ودفعها للانحراف والضياع! والمؤلم أن أولياء الأور من آباء وأمهات لا يحاسبون أنفسهم على ضياع أبنائهم ولا يحملونها مسؤولية انحرافهم بل يلقون باللوم والمسؤولية على مصادر أخرى بالرغم أن الأسرة هي الحضن الأول والأخير لتشكيل الشخصية، وهي بمثابة التربة الطيبة من القاحلة لمنبت سويّ أو فاسد! فأين هم من موقف تلك المرأة التي قسمت التمرة بينها وبين بناتها وقد بشرها رسولنا الكريم بالجنة والعتق من النار بفعلتها هذه! فكيف من يبخل على بناته بالمأكل والمشرب والكلمة الطيبة والتعامل الحسن وهي واجبة عليه ولا تدخل في باب الصدقات؟!
moudy_z@hotmail.com - moudyahrani@ تويترhttp://www.facebook.com/groups/381099648591625/