منطقياً.. ومثل ما كان متوقعاً، احتفظ الأمير عبدالرحمن بن مساعد برئاسة نادي الهلال لأربع سنوات مقبلة، كان الأمر متوقعا لأن أحدا غير سموه لم يتقدم للترشح للرئاسة رسمياً خلال الفترة المقبلة، ولأن سموه أبدى رغبته بالاستمرار في موقعه، ومنطقيا لأنه لا يوجد أفضل من سموه لقيادة النادي خلال المرحلة الصعبة المقبلة، وهنا أجزم أن سموه قد قدم خلال السنوات الفارطة أعمالاً وجهوداً وانجازات تجعله مؤهلاً للبقاء سنوات وسنوات متى ما عمل بنفس الجهد والبذل والحرص على حاضر الهلال ومستقبله، وهو الأمر الذي لا يختلف عليه، ويكفيه ثقة معظم جماهير الهلال، وغالب أعضاء الشرف الذي وجدوا فيه الشخص المناسب في الموقع المناسب.
في هذا الصدد أيضا اعتقد أن استمرار عبدالرحمن بن مساعد لفترة رئاسية ثانية مطلب ملح تفرضه:
- مطالب الاستقرار وضمان سير النادي على نفس الوتيرة والنهج ودون إخلال مؤثر خلال المرحلة المقبلة.
- منح إدارته الفرصة لإكمال ما بدأته من أعمال وخطط، خاصة إذا ما علمنا أن العمل في أنديتنا لم يصل حتى الآن لمستوى العمل المؤسساتي الذي يضمن سير أي إدارة جديدة على نفس الخط الذي رسمته سابقتها، والإصرار على نسف كل ما مضى والبدء من نقطة الصفر من جديد.
- أن الإدارة قد اكتسبت الخبرة اللازمة والكافية، وأخذت فرصتها في دراسة كل الملفات، والتعرف على السلبيات والايجابيات، وقد آن الأوان أن تقطف ثمار ذلك، وأن تطوعه من اجل مصالح النادي ومكتسباته الآنية والمستقبلية، وهو أمر لن يتحقق إلا باستمرارها.. وهو ما حدث.
- أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى المزيد من الصرف والتدابير المالية، وقد اثبت الأمير عبدالرحمن بن مساعد قدراته على مواجهة هذا المسائل، وتجنيب النادي الكثير من مشاكلها.
المرحلة السابقة انتهت بكل ايجابياتها وسلبياتها، ويقيني أن الرئيس الهلالي يدرك أن عمله كانت له بعض السلبيات، مثل ما كانت له الكثير من الايجابيات، وان الإدارة كما نجحت في كثر من الأمور، فإن لها أخطاؤها أيضا في التعامل مع أمور أخرى.
إن على إدارة الهلال مثلا أن تغير من طريقة إدارتها للأمور، أن تبتعد عن طريقة إدارة الأزمات التي تجلت في بعض المسائل، أن يكون هناك تخطيط كاف وواضح لكل المسائل الإدارية، يحمل كل التوقعات، ويضع الحلول لكل المشاكل لها، يجب على أن إدارة النادي أيضا، أن تضع هيكلا تنظيميا يوزع الأعمال وينظمها داخل النادي، وان تضع دليلا تنظيميا واضحا ومطبقا يوزع المسؤوليات ويحدد الصلاحيات في المنظومة الإدارية بالنادي.
على إدارة الهلال أيضا، وهي صاحبة العقد الاستثماري الأعلى والأغلى على مستوى الأندية السعودية أن تضع خطة إستراتيجية طويلة الأمد تتضمن خططا مالية مناسبة للسنوات الأربع القادمة، وكيفية مواجهة الأزمات والطوارئ قبل أن تقع وتصعب مواجهاتها. على إدارة الهلال أيضا أن تكون وسطا بين النفس القصير والنفس الطويل عند معالجتها للأمور والقضايا التي تواجه النادي، ثمة أمور تأخرت الإدارة في مواجهتها فلقيت صعوبة ومشاكل في النهاية...عقد توماس دول ومشكلة الفريدي مثلا، ففي عقد توماس دول تأخرت الإدارة في إلغاءه رغم الحملة الجماهيرية والإعلامية وفقدان اللاعبين الثقة به اثر ذلك، وتوقعهم سماع قرار الإقالة في أي لحظة، وفي قضية الفريدي استعجلت في قبول عذره والسماح له بالعودة للتمارين، وهو ما أدى إلى تطور موضوع اللاعب الذي دخل فترة الستة أشهر أخيرا دون وضوح الصورة في شأن تجديد عقده أو رحيله الذي لم يجد أي ممانعة جماهيرية آنذاك.
على إدارة الهلال أيضا أن توسع من دائرة اهتمامها بفرق الألعاب المختلفة في النادي... ويكفي مثلا أن النادي قد تراجع إلى المركز الثاني في ترتيب الأندية السعودية الموسم الماضي بحسب الرصد السنوي الشهير الذي تقوم صحيفة الجزيرة نهاية كل موسم... ومن ذلك أيضا الغياب الإداري الواضح عن متابعة فريق الطائرة الذي حقق بطولتين في أسبوع دون أي وجود فعلي للإدارة!!
وعلى إدارة الهلال أيضا أن تعيد للمركز الإعلامي للنادي ومتحدثه الرسمي قيمته وهيبته السابقتين، فليس من المعقول مثلا أن يبث المركز بعض الأخبار بعد وصولها للناس، وليس من المعقول أن تصبح مسؤولية المركز بث الصور وأخبار التمارين فقط لوسائل الإعلام...من المناسب مثلا أن تبث الأخبار الهامة والحصرية بالتزامن بين مواقع التواصل الاجتماعي والمركز الإعلامي للنادي!!
وعلى الإدارة أيضا أن توسع من دائرة اتصالاتها بأعضاء الشرف..تطلب مشورتهم ودعمهم وتأخذ رأيهم في جميع المسائل التي تخص النادي، فأعضاء شرف الهلال عبر التاريخ هم سر عظمته وتواصل حضوره واستمرار منجزه، والهلال الذي عُرِفَ طوال العقود الماضية بأنه النادي الذي يختلف شرفيوه من أجله ولا يمكن أن يختلفون عليه، يجب أن يستمع لجميع أعضاء الشرف وعدم حصر ذلك في عدد معين منهم وهم لا يمكن الاختلاف على ما قدموه للنادي من جهود ومال ووقفة.
الهلال مقبل على مواسم صعبة، وإدارته مقبلة على عمل شاق وأصعب، ومن اجل تجاوز كل الصعوبات، لابد من الاستفادة (الفعلية) من أخطاء الماضي... وفتح صفحة جديدة عنوانها (خطط الحاضر والمستقبل). الهلال أمانة في عنق إدارته.
استثناءات (العميد)
استثنت لجنة الاحتراف نادي الاتحاد من شرط سداد الديون قبل تقديم ملفات اللاعبين الأجانب ومنحته فرصة أسبوعين للسداد اعتباراً من الخميس الماضي، وذلك بسب أوضاع النادي ومن أجل إعطاء الفرصة لإدارته الجديدة!! ورغم أن نظام الاحتراف ولائحته التنفيذية وأنظمة فيفا لا تحمل مثل هذا الاستثناء لمثل هذا الظرف، إلا أن الجميع قدر الوضع الحالي والتزم الصمت، ورغم أن تأخر اختيار الإدارة ليس عذرا والمفروض أن الإدارة السابقة أو الرئيس المكلف تحرك لسداد كل المستحقات قبل طلب تسجيل اللاعبين!! ولا ادري هنا هل هذا الاستثناء سيشمل الجميع وسيكون قاعدة في المستقبل أم أنه خاص بالاتحاد فقط ؟؟ وماذا أقول ماذا.. لوا أن نادي الهلال تأخر في حسم اللاعبين الأجانب ثم عزا الأمر لتأخر جمعيته العمومية، وعدم معرفة إدارته بمدى استمرارها من عدم ذلك وطلب استثناء..هل سيلحقه بالاستثناء أم لا..... الغريب أن نادي الاتحاد لم يكتف بالاستثناء سالف الذكر بل تقدم أيضا بطلب تأجيل مباراته مع الرائد رغم أن جدول الدوري قد صدر قبل ثلاثة أسابيع وكان من المفترض أن يتصرف العميد حيالها، وارجوا أن لا يكون لتأخر اختيار الإدارة هو السبب في ذلك... وأرجو أن لا يكون (عميد النوادي) قد تعود على مثل هذا النوع من الاستثناءات.. وقد طاب له طعمها وتوقع أنها ستستمر!!
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر