تدور أحداث الحياة، وتتطور علاقة الإنسان بالإنسان، وتختلف طرق التعارف بسرعة جريان عجلة الحياة، وبين دفتي عصرنا هذا تطالعنا وسائل حديثة للتواصل بين البشر، تتخطى حدود المكان واختلاف اللهجات، بل حتى اللغات، تلك الوسائل كثيرة تندرج تحت مسمى الإعلام الجديد.
ومن أثرها السلبي الإدمان وإضعاف مهارة التواصل التي قد تشكّل خطراً على مستخدمي هذه التقنية خصوصاً الشباب والمراهقين. فإن قضاء الوقت الطويل أمام شاشة الكمبيوتر أو الهاتف النقّال يؤدي إلى عزلهم عن واقعهم الأسري ومشاركتهم في الفعاليات التي يقيمها المجتمع. وبما أن التواصل بين الناس بشكل مباشر يؤدي إلى تطور المهارات التي تساعد الشباب في مجالات الاتصال الإنساني، حيث تنمي عندهم الحس بالمسؤولية تجاه الغير وتقوّي سرعة البديهة لديهم فيستطيعون التعامل مع المواقف بحذق وحنكة، (وهذا ما تفتقده المواقع الاجتماعية).
ومن ناحية أخرى لا نستطيع أن ننكر فوائد وسائل الاتصال الحديثة ولعل من أبرزها إمدادنا بآخر الأخبار والمستجدات والمعلومات بشتى أنواعها، وأيضاً تمكّننا من التواصل مع الأشخاص غير القادرين على التواصل معهم بشكل يومي ومباشر بسبب ظروف الحياة وانشغالاتهم، ومع الأشخاص الموجودين خارج بلادنا.
وفي الختام لا بد أن يعرف الفرد كيف يميّز بين الأبيض والأسود، وكيف يكون هو بذاته لا أن يبلوره الآخرون، وكيف يتصدى وكيف يواجه وكيف ينقح وكيف يختار من خلال هذه الأجهزة والمواقع الإلكترونية لكي نبني حضارتنا لا أن نهدم ما بنيناه.