تعاني المساجد في المملكة من قصور كبير في خدماتها، وهو أمر معروف للجميع وسبق مناقشته بمجلس الشورى والأعذار التي أوردتها الوزارة غير مقبولة.. فهل يصدق أحد وجود نحو ثلاثين ألف وظيفة إمام ومؤذن شاغرة لعدم وجود من يرغب بهذه الوظائف لتدني الأجور؟ وهل يعقل أن المخصصات المالية للصيانة ونظافة المساجد لا تغطي أكثر من 24% من المبالغ المطلوبة؟
إن متابعة وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشئون المساجد فيه تقصير، وإلا هل يعقل عدم تمكن الوزارة من إشغال الوظائف الشاغرة في بلد الحرمين وفي وقت تعاني منه البلاد من البطالة، حتى أن إقرار الدولة لإعانة حافز ومقدارها 2000 ريال تضاعف أعداد البطالة من الرجال الباحثين عن عمل، ألا يوجد من بينهم 30 ألف ممن تنطبق عليهم شروط الإمامة والأذان، خاصة أنه مع المرتب المتدني (كما تذكر الوزارة وهو سبب غير مقنع) يوجد سكن تكلفته الآن بحدود 4 إلى 5 آلاف شهرياً.. ولماذا لا نرى إعلانا لهذه الوظائف وشروطها.. ألا تعلم الوزارة أن بعض الأئمة والمؤذنين لا يسكنون بالسكن المخصص للمسجد ويقوم بتأجيره؟ وكيف تقوم الوزارة بتعيين إمام غير متزوج ولا يسكن بسكن المسجد؟ هل الوزارة تراقب أداء الأئمة والمؤذنين وتقيدهم بأداء هذه الأمانة بالمساجد؟ وهناك من يقول بأن الأئمة (هدانا الله وإياهم) لا يتقيدون بتعليمات الوزارة مثل سوء استخدام مكبرات الصوت الخارجية والداخلية، حتى أن المصلين في بعض المساجد لا يستطيع أن يتابع الإمام لصدى مكبرات الصوت، وكذلك ارتفاع صوتها، وكذلك كثرة غياب بعض الأئمة والمؤذنين، وفي بعض الأحيان معاً وتكليف أشخاص للإمامة بعضهم وافدون، ولا يتقنون اللغة العربية.. ولولا المحسنين الذين يقومون بصيانة بعض المساجد، وكذلك بعض جماعة المسجد الذين يقومون بترميم وإعادة تبليط المساجد ودورات المياه وفرش المساجد وتغيير المكيفات وصيانتها لكان الوضع أسوأ بكثير من الوضع الحالي.
أما نظافة المساجد فحدث ولا حرج، فما بالك بدورات المياه الخاصة بالمساجد.. بداية ما هي وظيفة خادم المسجد الذي يقال إنه يتم تعيينه عن طريق شركة الصيانة والتشغيل براتب نحو 600 ريال، هل يعقل أن يعيش هذا الخادم بمثل هذا المبلغ؟ والأدهى والأمر أن معظمهم يعيشون على ما يقومون به من خدمات للغير، مثل تنظيف سيارات جيران المسجد، لأنهم لا يستلمون حتى الـ600 ريال كل شهر!!
لقد أثارني للكتابة عن هذا الموضوع ما أراه وأسمعه وأكده الإعلامي داود الشريان في برنامجه الثامنة عندما استضاف عدداً من أصحاب الفضيلة أئمة مساجد معروفة بالرياض وأكدوا ما سبق أن أثاره مجلس الشورى في مناقشته لتقرير الوزارة للعام 1431هـ- 1432هـ وتقصير الوزارة بل غيابها عن خدمات بيوت الله.
إن الوضع الذي عليه بيوت الله بالمملكة لا يليق ببلد الحرمين الشريفين وهو وضع لا يرضى عنه خادم الحرمين الشريفين ولا سمو ولي العهد الأمين يحفظهما الله، والوضع يحتاج إلى دراسة إنشاء هيئة للمساجد تعتمد في مواردها على ما تخصصه الدولة وعلى التبرعات الخيرية وأن يكون لها ميزانية مستقلة وأن تربط برئيس مجلس الوزراء.
خير الكلام ما قل ودل
- نسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع صيامه وقيامه، كما نسأله تعالى أن يعم الأمن والأمان بلدنا خاصة وجميع بلاد المسلمين وأن يكفيهم شر أعدائهم.
- قرأت في كتاب (الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة) للمؤلف ناصر بن عبدالله القفاري وناصر بن عبدالكريم العقل «النصيرية هي أتباع محمد بن نصيري النميري»، وهم من غلاة الشيعة الذين ألهوا علياً بن أبي طالب رضي الله عنه وقد انبثقوا من الاثنى عشرية وفي فترة الاحتلال الفرنسي لبلاد الشام تسموا بالعلويين وهم أربع طوائف: الحدرية، الشمالية أو الشمسية، الكلازية أو القمرية ثم الغيبية وليس بين هذه الطوائف اختلاف فيما يتعلق بأصول العقيدة الباطنية كتأليه علي والتناسخ وأننا مسخ والحلول، والاختلاف بينهم في مقره (علي رضي الله عنه) بعضهم يجعل مقره القمر، وبعضهم يجعل مقره الشمس. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
- إلى إخوتي القراء أستودعكم الله ولنا عودة -بإذن الله- بعد شهر رمضان المبارك وكل عام وأنتم بخير.
والله الموفق؛؛؛
musallammisc@yahoo.com*عضو جمعيتي الاقتصاد والإدارة السعودية