العزاء لقائد الأمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ولذوي الفقيد والشعب السعودي ومنسوبي وزارة الخارجية وأبناء الوطن العاملين في سفارات وممثليات ومكاتب وملحقيات الوطن في الخارج، في فقيد الوطن المغدور/ خلف بن محمد بن سالم العلي، الموظف في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية بنجلاديش - تقبّله الله من الشهداء.
فالعلي وكل سعودي يفخر بأن يقدم نفسه فداء لدينه ووطنه، نعم نفخر بذلك، وإن كان الغدر والخيانة من فئة ضالة خارجة عن الدين والقانون وكل المبادئ والأعراف التي كفلها الإسلام لأبناء الإسلام والمسلمين وغيرهم من البشرية، بل أكد حفظ دماء المبعوثين والرسل، الذين يعرفون اليوم بـ»الدبلوماسيين»، فقتلهم والتطاول عليهم خرق لميثاق رعى الإسلام حرمته وصيانته، قبل الدبلوماسية والمواثيق الدولية.
فما تمارسه اليوم بعض المجموعات المسلحة الخارجة عن النظام والسلطة الشرعية في بنجلاديش وغيرها من البلدان العربية والإسلامية وغير الإسلامية نوع من الفوضى والتخبط، وتصرفات لا تمت للإسلام بأي صلة، بل إنها تسيء وتضر بالإسلام وأهله؛ فقتل الأبرياء غيلة وسفك دمائهم بغير حق دليل واضح على تطرف ولوثة فكر تلك الجماعات التي تقدم على مثل تلك الأعمال المشينة، وعدم استقامته.
فكم نحن أبناء الأمة الإسلامية، من حكام وحكومات وشعوب، معنيون بمحاربة هذا الفكر الضال، والعمل على التحذير منه، والسعي لتصحيح تلك الأفكار والعودة بها للطريق الحق.
فما حدث من غدر لمسؤول قسم شؤون الرعايا في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية بنجلاديش، وقبله الدبلوماسي السعودي في كراتشي/ حسن بن مسفر القحطاني، وقبلهما ما تعرضت له القنصلية السعودية في إيران، إشارات وإنذارات خطر، تدل على أن هذا الفكر آخذ بالتفشي والانتشار كانتشار النار في الهشيم؛ فإن لم يتم التحرك الفوري لمواجهته ومقارعته بأساليب علمية وفكرية من ذوي الاختصاص فإنه سوف يواصل انتشاره، ويكون أشد خطراً على الأمة والعالم من المفاعلات النووية والأسلحة الجرثومية.
خاصة أن المملكة العربية السعودية - ولله الحمد - تتميز بتطبيق الشريعة الإسلامية، وتستمد من مصدرها (القرآن الكريم) كل أنظمتها وتشريعاتها، كما أنها تتميز بعلاقات قوية ومتينة بالمجتمع الإسلامي والعربي والدولي، عبر المنظمات الدولية والإقليمية والعلاقات الثنائية، التي تنفرد بسياسات متوازنة ومنضبطة، وليست متقلبة ومتحولة ومضطربة؛ الأمر الذي خلق مناخات من الترابط والتلاقي في كثير من الأهداف والغايات والاستراتيجيات، التي تخدم الأمم لتحقيق المصالح المشتركة والتعايش السلمي البنّاء، وفق الشرعيات الدولية التي تخلق أجواء من التنسيق الأمني للحيلولة دون الانزلاق في الصراعات، مرتكزة في ذلك على أرضية صحيحة وصلبة.
الأمر الذي أدركته القوى المعادية التي تسعى جاهدة لإحداث الشروخ في علاقات المملكة بالدول الشقيقة والصديقة لها من خلال مثل تلك الأعمال الإرهابية المشينة التي ينبذها كل دين وعقل وعرف.
ولكن هذه المحاولات لا تنطلي على المملكة بقيادتها الحكيمة، بل إن هذه المحاولات مصيرها الفشل نتيجة إصرار المملكة وأشقائها وأصدقائها على إتمام المشوار الذي يسيرون عليه عبر كل القنوات، خاصة الدبلوماسية منها، وهو ما يجعل الجميع يتطلعون إلى حكومة المملكة التي لن تتوانى في تحمل مسؤولياتها في حفظ وحماية بعثاتها الدبلوماسية في الخارج، كما هي تعمل عليه من أجل حفظ وحماية البعثات الدبلوماسية على أراضيها.
ولعل من بين تلك الخطوات ما تقوم به من العمل على استعادة المغرر بهم والمنتهجين المنهج العدائي الإرهابي؛ لتخلق لهم أجواء من الطمأنينة للعودة إلى الحق وتجسيد الروح الإسلامية الحقيقية ونظرتها الشمولية للحياة والأمم والشعوب.