الجزيرة - ليلى مجرشي:
سجلَّت الجمعية الخيريّة لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض عددًا من الأرقام المشجِّعة، وقد التقت «الجزيرة» خلال معرض (ليالي رمضان في بلادي) برئيسة القسم النسائي بالجمعية عزيزة البخيت، حيث تم الوقوف على جانب من تلك الأرقام ومن بينها بشكل خاص أن سيدة في الـ(80) من عمرها ختمت كتاب الله الكريم.
وذكرت عزيزة البخيت لـ(الجزيرة) أن هناك 500 امرأة من الجمعية يختمن القرآن سنويًا، وأن تلك السيدة الثمانينية أمية لا تجيد القراءة والكتابة لكن بفضل الله أجادت حفظ القرآن وختمه.
ثلاثة آلاف معلمة
وأوضحت البخيت أن جهود الجمعية مسخّرة لكل الفئات (الأم والأخت والجدة والطفل أيضًا)، وأضافت أن الهدف من إنشاء الجمعية هو تخريج شابات وشباب حافظين لكتاب الله، مشيرة إلى أن الجمعية خرجت مجموعة من الشباب كأئمة للمساجد خاصة في رمضان بالاتفاق مع وزارة الشؤون الإسلامية، ويتركز عملهم في بعض القرى التي لا يوجد بها من يجيد القرآن تجويدًا واتقانًا.
وبالنسبة للشابات، قالت: إنهن يتلقين دروسًا في القرآن الكريم، تلاوة وحفظًا وتجويدًا، وبعد تخرجهن تعينهن الجمعية كمعلمات للقرآن الكريم، وتوجد حاليًّا 3 آلاف معلمة في دور التحفيظ في منطقة الرياض، وقد خضعن لدورات تدريبية قبل مباشرتهن العمل.
الأقدم من نوعها
يذكر أن هذه الجمعية هي الأقدم من نوعها في المملكة، حيث أسست في عهد الملك سعود -رحمه الله-، وترأسها الملك فيصل عندما كان وليًّا للعهد، أما الرئيس الفخري الحالي للجمعية فهو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله-، بينما يشرف على إدارتها رئيسها سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
برج الوردة
وتحدثت البخيت عن الأنشطة التي تدعمها الجمعية وفي مقدمها رواتب المعلمين والمعلمات في دور التحفيظ في جميع مناطق الرياض، كما تدعم الجمعية دورات تدريبية للمعلمين والمعلمات للتعلم على أساليب التربية الحديثة، ومن المشاريع الجديدة التي تسعى الجمعية لدعمها مشروع (قيادات) ويدور حول تكليف أكاديميين لإلقاء محاضرات على الطلاب في الجمعية ونقل الخبرات الإدارية لهم.
كما تدعم الجمعية مشروع (برج الوردة) وهو وقف اشترته الجمعية بمبلغ 150 مليون ويقع على مساحة كبيرة، وهو حاليًّا مؤجر من وزارة العدل بمبلغ 15 مليونًا سنويًا، وبعد الانتهاء من سداد الإيجار كاملاً يرجع عائده إلى مدارس التحفيظ النسائية لخدمتها.
وتتضمن الأقسام النسائية بالجمعية: إدارة المدارس النسائية وإدارة المعاهد (لتخريج حاملات الثانوية بدبلوم مدته عامان لتأهيلهن معلمة لتدريس القرآن الكريم ودبلوم عالٍ لحاملات الشهادة الجامعية لمدة سنة واحدة) كما أن هناك دبلومًا إداريًا للمديرات لمدة عام، إلى جانب دبلوم مشرفات تعليميات للحلقات التَّعليمية للقرآن الكريم.
الحفظ عن بعد
تعمل الجمعية بوعي كامل لظروف الدراسات وظروف الحياة المعقدة ولهذا فإنه وتيسيرًا منها للدراسات فقد استحدثت خدمة الحفظ عن طريق الهاتف، وتستهدف الموظفات غير المتفرغات، حيث تسجل الواحدة منهن اسمها في أقرب دار ويتم الاتفاق بينها وبين المعلمة على وقت معين للحفظ والتلاوة، ولكن بشرط أن تأتي الدارسة للاختبار.
وعن الأساليب المستحدثة في الحفظ تشير عزيزة البخيت إلى ما يجري في أكاديمية تاج، حيث يتم تعليم القرآن الكريم عن بعد، أي عن طريق الإنترنت، ويتم من خلال غرف صوتية تصويب وتقويم الأخطاء، ويعطى الدارس بعد ختمه للقرآن شهادة معتمدة.
وهناك أيضًا (رابطة الحفاظ) وتعمل عن طريق الإنترنت أيضًا، وهي تحت إدارة الشيخ عبدالرحمن السديس، وتضم الرجال فقط، وسيتم قريبًا إطلاق رابطة مماثلة للنساء.
لسنا دارًا للتحفيظ فقط
في الختام قالت عزيز البخيت: إن المشاركة في معرض (ليالي رمضان في بلادي) جاءت للتعريف بقسم تنمية الموارد في الجمعية كونه قسمًا جديدًا لم يتجاوز الستة أشهر، «فمن خلال المعرض نعرف بأنشطة الجمعية ومشاريعها والتسويق لذلك بنشر بروشورات أو عن طريق الشبكات الاجتماعية»، مبينة أن هناك خطة تقوم بها الجمعية خلال شهر رمضان تتضمن زيارة للغرفة التجارية للتعريف بمشاريع الجمعية، خاصة أن الكثيرين لم يعرفوا عن الجمعية سوى أنها دار للتحفيظ.
جامعيات يتدربن بالجمعية
إلى ذلك، التقت «الجزيرة» خلال المعرض بطالبات متدربات من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث قالت منيرة العتيبي: إنها وزميلات لها يتدربن في الجمعية مشيرة إلى أنها تعلمت الكثير في الجمعية وخصوصًا أن الجو فيها مفعم بالإيمان ويحضّ على حب الخير، مضيفة أنها وزميلاتها صممن فيديو كليب خاصًا بالجمعية للتعريف بها بشكل أوسع، أما الطالبتان مها العصيمي وحنان الشدي فقد اقترحتا على الجمعية المشاركة في المعارض، وقالتا: إن فوائد جمَّة وملموسة تتحقق من خلال هذه المشاركات.