في السابع من ربيع الآخر 1429م، عندما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود الأمير نايف بن عبدالعزيز ، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - رحمه الله - ، بصفته الرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين، يُرافقه وفد من الجمعية، كشفَ الملك عبد الله عن أنه طلب من المعنيين بأمر الاكتشافات البترولية الجديدة إبقاء هذه الحقول على حالها، والتوقُّف عن استخراج كنوزها؛ ليتسنى للأجيال القادمة أن تستثمرها، مُعلِّلا ذلك بأن الشعب السعودي هو الآن في خير حال، فقال:
“عندما تمَّت الاكتشافات البترولية الجديدة، قلتُ لهم: خلّوه في الأرض فيه أولادنا وأولاد أولادنا هم بحاجة إليه، ونحن الآن في خير حال، ولله الحمد”.
في حديثه نفسه مع الأمير نايف ووفد أعضاء الجمعية الوطنية للمتقاعدين أسرّ الملك عبد الله، لأول مرة، على أن المملكة العربية السعودية هي بخير، بخير، بخير، ردّدها ثلاث مرات، وحمد الله على خيرات البلد الكثيرة، وكررها أيضاً ثلاث مرات.
ثم استرسل فوراً، مُستدركا بأن هذا الذي هو “أغلى” من البترول، محفوظ للأبناء ولأبناء الأبناء، قائلاً:
“أذكر أنني مرة قلتُ: فيه واحد الله يطوّل عمره.. قالوا: منْ؟ قلتُ: الله يطوّل عمره؟ قالوا: منْ هو؟ قلتُ: البترول.. ما دام فيه بترول، نحن بخير.. بلادكم بخير، بخير، بخير، إن شاء الله”.
وقال مستطرداً:
“... غير البترول، فيه أغلى من البترول ولكن، إن شاء الله، هذا محفوظ لأبنائكم، وأبناء أبنائكم، إن شاء الله، والحمد لله، هذا البلد يسير بإرادة الله، وخيراته كثيرة أبشـّركم: خيراته كثيرة، خيراته كثيرة”.
في لقائه برئيس وأعضاء مجلس الشورى، في التاسع من شعبان 1426هـ، الذين جاؤوه لتهنئته بتوليه مقاليد الحكم، قال مُرتجلاً:
“أُحبّ أن أقول لكم: ما لأحد عليكم فضل، إلاّ ربكم، وهذا الصحيح بل إنّ لكم الفضل الأكبر على أغلب الدول، هذا الذي لا بدّ، ولله الحمد، يكون عندكم وعند أبنائكم، عشتم وستعيشون، إن شاء الله، أنتم وأبناؤكم، بالعز والنصر والكرامة والأخلاق، ورأسكم مرفوع دائماً، ولا خضوع إلاّ لربكم، عز وجلّ”.
وفي الحادي والعشرين من رجب 1431 هـ أضاء الملك عبد الله روح التحفـّز والتنافس في أفئدة الشباب المبتعثين للدراسة في الولايات المتحدة، جازماً بأن الوطن يسير بخطى ثابتة نحو مستقبل زاهر، مؤكداً، من جديد، أن أرض الوطن غنية، مُلمِّحاً إلى أن “الخافي أعظم”، بقول: “ولله الحمد، وطنكم يمشي بخطى ثابتة لمستقبل زاهر، إن شاء الله، والخافي أعظم”.
***
في الثالث عشر من ربيع الآخر 1433 هـ (6-3- 2012م) أبلغ عامر ناصر، نائب رئيس أرامكو السعودية لشؤون الاستكشاف، مؤتمراً سنوياً للطاقة في هيوستن - حسب وكالة “اسوشيتدبرس للأنباء”- بأن المملكة تملك احتياطات نفطية مُحققة، حتى الآن، تـُقدر بمائتين وسبعة وستين بليون برميل، تـُعادل خُمس كمية النفط الحالية في العالم.
***
كلّ خطوة عملية، وكلّ كلمة يُتبعها بأفعال، واضعاً الأمور في مواضعها نحو هدف من أهدافه، تـُوقظ في فؤاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود شعوراً بنشوة هي أقرب ما تكون إلى النشوة الروحية، حمداً وشكراً لله تعالى على ما أنعم على المملكة من خيرات.
عندما يكون العشبُ أخضرَ على الأرض، استثنائيون من الحكماء أولئك الذين يُفكـّرون في السماء.
Zuhdi.alfateh@gmail.com