تتوسع دائرة التحقيق والاشتباه في قضية تسريب (أسئلة امتحان) مادتي الأحياء والتربية الإسلامية للصف الثاني عشر بالإمارات، والتي تقودها نيابة الأسرة والأحداث في دبي ويزداد عدد المتهمين الذين يُلقي كل منهم باللائمة على شخص آخر أرسل له (برود كاست) عبر جهاز (البلاك بيري) يحوي الإجابات، وأن المتلقي أو المرسل الجديد لم يعتقد أنه أرسل بالفعل (الأسئلة الحقيقية) للامتحان، والشرطة ما زالت تتعقب هذه السلسة للوصول للفاعل الحقيقي..؟!
أعتقد أن ثقافة إعادة تمرير الرسالة أو (البرود كاست) بعد قراءته (دون النظر) لمخاطر محتواه باتت موضة في مجتمعاتنا الخليجية، وأصبحت ظاهرة مقلقة تتزايد مع تزايد مستخدمي أجهزة (البلاك بيري) وخدمة (الواتس اب) أو المتعاطين مع وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى كـ (تويتر) وغيره..!
لا يكاد يمر يوم دون أن نتسلّم (برود كاست ساخن) من النوع (المنقول) على طريقة (فونو ديليفري) يحوي أخباراً ساخنة وعاجلة حول وفاة (شخصية عامة) أو عزل الوزير الفلاني أو أي نوع من الأخبار الهامة التي قد يكون بعضها (صدَق فيما مضى).
ليس بالضرورة أن كل ما يصلنا من (إشاعات وأخبار) تعكس الحقيقة بالفعل ويجب إعادة إرسالها بعد إضافة (الديباجة الملائكية) عليها وتطريزها بعبارة (كما وصلني) اعتقاداً بأننا عند إضافة هذه العبارة لم نسهم في نشرها في حال كانت إشاعة..؟!
والسؤال المهم هنا: هل نحن نساعد بالفعل في نشر الشائعة عبر تمرير هذا النوع من (البرود كاسات)؟! وهل نحن شركاء في مثل هذا الجرم؟! وهل لدينا قانون مُفعّل يجرّم هذا النوع من السلوك الإلكتروني؟!
أعتقد أن سلوكنا وتعاطينا مع هذه التقنيات وظواهرها الجديدة علينا في (المجتمعات الخليجية) يجب أن يكون أكثر حذراً من الوقوع في براثن (الإشاعة) والمساعدة في نشرها وتأثيرها، وخصوصاً أن نشر وتداول بعض هذه (الرسائل والروابط) عبر أجهزة الكبار والصغار يشكِّل خطراً كبيراً، لا يعي مرسلوها وممرروها أو يدركون حجم هذه الخطورة وأثرها على الفرد والمجتمع؟!
إن السؤال المطروح: هل ستكون شجاعاً بإيقاف أي رسالة من هذا النوع عند وصولها لهاتفك؟! وتدفنها بدلاً من أن تثير الغبار في مكان آخر؟!
أم أنك ستكون عصرياً ومن السبّاقين في نشر المعلومة عبر التملّص من المسؤولية بوضع عبارة (منقول) أو (كما وصلني) قبل إعادة الإرسال..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com