|
الدمام - سلمان الشثري:
كشفت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية عن نتائج التحقيقات في حادثة جنوح قطار الركاب رقم (1) الذي وقع صباح يوم الأربعاء بتاريخ 7-8-1433هـ ونتج عنه انقلاب القاطرة وثلاث عربات أخرى وخروج باقي العربات عن مسارها وإصابة عدد من الركاب، حيث بينت المؤسسة ملابسات وقوع الحادث في ضوء نتائج التحقيقات التي تمت لمعرفة ملابساته وأسبابه من قبل فريق ضم خبراء في تشغيل القطارات ومهندسي صيانة وخبراء سلامة.
وذكرت المؤسسة في بيان لها أنه بناء على معطيات التحقيقات التي أجراها الفريق الفني المكلف بهذه المهمة والتي استندت إلى أدلة تم جمعها من موقع الحادث والتحقيق مع كل من له علاقة بالحادث وتحديد الأسباب التي أدت إليه، ووضع الحلول التي تمنع تكراره مستقبلاً، فقد تبين للفريق الفني أن الحادثة وقع بسبب السرعة العالية أثناء دخول محولة التخزين التي بلغت 119 كلم /ساعة متجاوزاً السرعة المقرر (30 كلم /ساعة) ما أدى إلى وقع الحادث. وكان لتجاوب الجهات ذات العلاقة في الدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي والجهات الأمنية كافة أثر كبير في تسريع عملية الإنقاذ والإخلاء والإسعاف.
وأبان التقرير الفني المعد عن الحالة التشغيلية للرحلة أنها انطلقت بعد استلام تعليمات التشغيل والاطلاع على تقارير الصيانة للقطار ولم تكن هناك أي ملاحظات، وبالكشف على القاطرة فنياً اتضح سلامة القطار تماماً من الناحية الفنية وكانت الرحلة مستوفية لكل شروط ومعايير السلامة، ولا يوجد أي عوامل خارجية مؤثرة سواءً من حيث الطقس أو حالة الخط الحديدي، وأن نظام التحكم بالإشارات والمحولات كان يعمل على الوجه المطلوب، وأن فترة الراحة المجدولة للقائد والمساعد بين الرحلات كانت كافية ومؤهلة لهما من الناحية الصحية والذهنية للقيام بالرحلات، كما اتضح من معاينة الموقع عدم وجود أجسام أو قطع خارجية أو تخريب في الخط الحديدي أو في المحولات قبل جنوح وانقلاب القاطرة.
وبناء على ذلك فإن السبب المباشر في وقوع الحادث يعود لعدم تقيد قائد القطار ومساعده بأنظمة وقوانين وقواعد التشغيل لنظام الإشارات والاتصالات وعدم إتباعهما مدلول الإشارات وتجاهلهما التعليمات ومن بينها عدم قيام القائد بالإبلاغ عن تسليم القيادة للمساعد، وعدم الوقوف التام وإبلاغ ذلك لمراقب سير القطارات قبل أن يقوم الأخير بإعطاء التصريح أو الإذن المناسب، إضافة إلى ضعف الإشراف على العاملين بغرفة التحكم المركزية من قبل رؤساء الوردية.
وأوضح التقرير أن المؤسسة قامت على الفور باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين آلية الأداء والسلامة من بينها تعيين خبير تشغيل دولي له خبرة طويلة في مجال إدارة تشغيل القطارات ليتولى المهام التنفيذية لإدارة التشغيل بغرفة التحكم المركزية، حيث قام مباشرة بوضع خطة عمل مكونة من ثلاث مراحل جار العمل على تنفيذها، كما قامت كذلك بمتابعة إنهاء تشغيل نظام التحكم الأوربي في حركة القطارات (ETCS) وإرسال التسجيلات الصوتية التي دارت بين طاقم القطار ومركز التحكم إلى المختبر الهندسي لمجلس سلامة النقل في (أوتاوا) بكندا لتحسين التسجيلات ومعرفة ما دار تماماً من حديث قبل وقوع الحادث، إضافة إلى تقييم المخاطر المحتملة ووضع مقترحات لتجنبها وتوزيع الأدوار بشكل أكثر فاعلية، كما أصدرت تعليمات مشددة لمنسوبي التشغيل تلزمهم بإتباع قواعد نظام الإشارات والتقيد بها مع التأكيد على توقيع عقوبات صارمة على كل من يخالف ذلك.
وختمت المؤسسة بيانها بأنها تأمل أن يكون هذا الإيضاح كافياً في الإجابة على كل التساؤلات ذات العلاقة بهذه الحادثة، ويسرها التواصل مع الجميع من خلال موقعها الإلكتروني للإجابة عن أي استفسار أو للتزود بأي معلومات بهذا الشأن.