لم أخف اندهاشي وسعادتي بمقدار الجهد والنتيجة اللتين يعمل بها مكتب والدة عماد الحجيلان التطوعي الذي أنشئ قبل سبعة عشر عاماً بالحس الإنساني للسيدة الفاضلة كرم الوراق الحجيلان من خلال قناعة راسخة تتمحور حول أهمية أن يقدم الفرد كل ما يستطيع عمله مشاركة وإسهاماً في فعل الخير وغرس هذا التوجه الخيري في مجتمعنا من عدة أوجه منها أن يتعاون فرد أو أفراد في توفير الأموال ويتعهد القائم على الأمر بأن يستمد من تلك الأحوال ما يعين على استمرارية أسر أخرى بحياة كريمة وهذا فضل لا يدانيه أي فضل، كما أنه ليس بالأمر الهين. ولعل كلام السيدة والدة عماد الحجيلان يوضح هذا الأمر إذ تقول: “لقد بقي التزام مكتبنا الخيري التطوعي في مواجهة المحتاجين على ما هو عليه، من حيث عدد الأسرالتي نرعاها وعددها مائة أسرة، وعدد أفرادها ستمائة وخمسة وتسعون شخصاً. وهي أسرفقيرة حقاً، قد يكون عائلها مقعداً يعيل زوجتيه والعديد من الأبناء، أو أسر فقيرة عائلها مصاب بالفشل الكلوي وعاجز عن العمل، وأبناؤها ما يزالون قصراً، أو طلبة مدارس في حاجة ماسة لمساعدتهم، وقد ظلت الإعانات العينية (المواد الغذائية والملابس) تصل إليهم بشكل منتظم، من خلال أسلوب منهجي دقيق، علمتنا التجارب كيف نصل إليه، ونتحاشى ازدواجية التوزيع مع مؤسسات خيرية أخرى، ونضمن وصول تلك المعونات الشهرية أرزاقاً، وملابس بمواعيد دقيقة في أول كل شهر من خلال بطاقات تحدد الكمية والنوع، الذي حدده مكتبنا بعد استعانتنا بخبيرة غذائية ساعدتنا في ذلك. وعدم السماح لتلك الأسر بأي حال من الأحوال استبدال تلك الأرزاق أو الملابس على هواهم.
وفضلاً عن هذه الأسر الفقيرة التي نواصل إعانتها شهرياً وبشكل منتظم، فإن هنالك حالات طارئة لأسر فقيرة لا يشملها البرنامج الشهري، ونختار حالات من الحاجة الشديدة، فإننا نبادر لإعانتها بشكل مؤقت وعابر لأن الهدف الإنساني واحد وهو إعانة المحتاجين”(1).
وتحدد السيدة كرم المنصرف من مكتبها لهذا العام بمليون وثمانمائة وسبعة وخمسين ألفا وواحدا وثمانين (1.857.081) ريالا، موزعة على ما جرى تأمينه من الأرزاق للأسر التي يرعاها المكتب والكسوة، وإيجار المنازل، وشراء منازل أخرى، وإعانات متفرقة لحاجات ماسة وملحة، وفرش منازل وأدوات كهربائية منزلية.
أما ما أنفق على رعاية تلك الأسر المحتاجة منذ البدء في هذا العمل الإنساني قبل سبعة عشر عاماً فقد بلغ أربعة وعشرين مليوناً وثمانمائة وثمانية وسبعين ألفا وثلاثمائة وأربعة وسبعين (24.878.374) ريالاً.
ختاما:-
إن العمل التطوعي الخيري خاصة ملازمة للمسلم عبر تاريخه الطويل وله انعكاس كبير في حياة المجتمع، وأمام هذا النموذج الفاعل فإنني أهيب بالجهات ذات العلاقة دعم مثل هذه المكاتب الخيرية والاحتفاء بأصحابها في المناسبات الخيرية تقديراً لجهودهم ونشر القدوة الحسنة وإن كنت أعلم علم اليقين إنما أرادوا بعملهم هذا كسب رضا الكريم والسير على نهج توجيه وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ .