تناقل الشباب، فجر يوم الأحد الماضي نبأ مصرع المفحط الشهير «كلودر الشرق»، مع اثنين من زملائه، بعد أن انزلقت سيارتهم أثناء مشهد تفحيط، لتصطدم بعمود إنارة وتنشطر إلى نصفين، وليلقى كل الركاب مصرعهم في الحال.
وماذا بعد هذا الحادث المروع؟! ماذا بعد المشهد المفجع الذي حرمنا من النوم لأيام، الذي تطايرت فيه قبل شهر أجساد شابين في الهواء، ثم لتسقط متمزقة على الأرض؟! ماذا بعد ذلك؟! أنترك شبابنا لجنونهم، لكي يقتلوا أنفسهم ويقتلوا غيرهم، ويحرقوا قلوب أمهاتهم وآبائهم حزناً؟! أليس ثمة وسيلة يمكن من خلالها التوجه لهؤلاء الشباب عبر برامج مدروسة، يمكن من خلالها استيعاب طاقاتهم وتوجيهها التوجيه الصحيح؟! لا نريد برامج إعلامية، تبدأ في الصحافة وتنتهي بالتلفزيون!! نريد عملاً حقيقياً، عمل يشترك فيه الأكاديميون الجامعيون والأخصائيون الاجتماعيون والمفكرون المتخصصون ورجال الأمن المميزون. علينا أن نتعامل مع هذه القضية، على أساس أنها كارثة.
وفي الكوارث، تعلن حالة الطوارئ، وتتحرك كل القطاعات للعمل على قلب رجل وطني واحد.
نحن يا سادة، بحاجة إلى مثل هذه البرامج، لمواجهة كارثة التفحيط العبثية المجانية.
وإلاّ، فهيئوا مزيداً من القبور، ومزيداً من كسر قلوب الأمهات والآباء!