دعا خادم الحرمين الشريفين إلى انعقاد مؤتمر للتداول حول التضامن الإسلامي، وقبلها كان مؤتمر الحوار حول الأديان. ولا شك أن المرحلة المتناقضة الضغوط التي تعايشها المنطقة تدعو إلى جلسات منطقية هادئة نستوضح فيها اللبنات الأساسية في متطلبات النهضة بمجتمعنا اليوم.
ونحن نعايش «المرحلة الانتقالية» في كثير من الدول العربية والإسلامية تثار أسئلة مصيرية وشديدة الجدية حول تداعيات الدعوات لتغيير القانون واحتمالية تطبيق الشريعة الإسلامية في دول يظلل دستورها أديانا متعددة.
أسئلة افتراضية تستنفر ذهني في هذه المرحلة المضطربة من تاريخنا العربي والإسلامي: هل نحن أمة لديها حلم عام ؟!.
نحن أمة مثل غيرها من خلق الله لدى المنتمين إليها أحلام فئوية وأحلام فردية يدعي كل من يحملها أنه يمثل حلم الجميع ويتكلم بصيغة الجمع المفخم «نحن».
وليتنا كأفراد نتفق على بديهية أساسية لتحقيق حلم واحد وهو أن نحقق لأطفالنا مستقبلا أفضل مما نعيشه اليوم ونضمن لهم فرصا للحياة ضمن المجتمع العالمي الكبير أكرم مما انتهينا إليه اليوم موصومين بالتخلف والعنف والعدوانية وكراهية الغير بما في ذلك الأقربون.
ما هي استراتيجيات تحقيق هذا الحلم ؟!.
لنلتق عند اتفاق على تفاصيل حلم واحد وستأتي تفاصيل الإستراتيجية بعد ذلك. حيث نتفق على ضرورة أن نعيش معا في مجتمع يتقبل كل فرد فيه كل الآخرين ما لم يكونوا يسعون لإيذاء أو إلغاء الآخرين. والمنطلق إلى ذلك أن نؤمن أن يداً واحدة لا تصفق وأن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى, إن أكرمكم عند الله أتقاكم, أفضلكم لبناء الأمة أقدركم على البناء وليس الهدم, ولا علاقة لذلك بالجنس أو الانتماء المحلي الصغير أو القبلي مهما امتد.
وبعد ذلك حين نتأمل مكونات الأمة من الدول نتساءل هل الآليات القائمة كمؤسسات للدولة، كقطاعات إنتاج وفكر، كافية لتحقيق الحلم العام ؟!.
مؤسسات كل دولة في حاجة لتنظيم وهيكلة واعية لكي تحقق ما يفترض أنها تسعى إليه. وبدون ذلك فكل تصحيح أو تصليح أو ترشيد لن يغير إلا الأمور القشورية فقط إن ظل الجوهر معتلا أو غير صالح لزماننا الحاضر ومتطلباته.
ما الذي ينقص هذه الآليات ؟!. ينقصها أن تواكب معطيات اليوم من تقدم تقني وتوسع معلوماتي؛ بالإضافة إلى ضرورة الاعتراف بضغوط العولمة, وبناء القدرة على الاستفادة من إيجابياتها ومقاومة سلبياتها وسلبيات تراكمات بعض جوانب منطلق «تقاليدنا» التي يفهمها البعض بطريقة سلبية تختزلها قيودا ضد التقدم والتطور.