وش شيء بالمطبخ
محبوس في طاسة
ثلج اليا كتمته
نارٍ تشب بعيونه
كان حركت راسه.؟
* * *
بداية أستميحكم عذراً أن أبدأ مقالتي هذه بهذا اللغز (المحيّر) الذي أرجو منكم حلّة وإذا لم تتمكنوا من ذلك ستجدون الحل في آخر المقالة. أما السبب في طرح هذا (اللغز فلأنني أريد العودة بكم الى أزمنة كان الناس بها وقبل أكثر من عدة عقود خلت إذ لم تكن حينها لديهم ايه وسائل تسلية اوترفيه كالتلفزيون مثلا أو الراديو في أقل الحدود ولاسيما في القري والبوادي وبعد تناول وجبة الإفطار وصلاتي المغرب والعشاء يتحلقون حول موقد النار ويستمعون بانشداد كلي إلى الجد أو الجدة في العائلة وهما يسردان القصص المشوقة والالغاز الطريفة والمسابقات البسيطة التي كانت حينها تقوم مقام المسلسلات والمسابقات الرمضانية التي تقدمها القنوات الفضائية اليوم وكانت العائلة لاتنشغل بانقطاع التيار الكهربائي كما هو الحال في هذه الأيام تحديدا.
لأنها تعتمد في الإنارة على مصباح الخليقة المعلق في السماء بأمر العزيز القدير اي القمر أو نأرالحطب المتقدة طول الليل بسبب وفرة الاشجار البرية كالرمث والشيح والعرفج في الإضاءة والارطأ والغضا وجذور الاشجار الاخرى في الطهي ولاتحفل اطلاقاً بعدم توفر (اسطوانة الغاز) كما هو حادث هذه الايام ولاسيما اذا كانت ربة البيت امرأة (قرمة) لا (رفلأ) كما هو حال اغلب نساء اليوم اللواتي تعودن على كل ماهو جاهز اما اذا لم يجهز فلا يهمها ان (تُّجهز) على عائلتها بـ(الجوع!!)
بالطبع كل ماقلناه آنفاً وسالفاً يحوم ويحوس ويدور (بما في ذلك اللغز) حول كيف نقدم الشكر الجزيل لشركة الكهرباء لماقدمته للمواطنين الكرام من انقطاع التيار- احيانا كهدية سخية لهم في هذا الشهر الفضيل والشكر موصول ايضاً لشركة الغاز الأهلية لما قدمته (لأهاليها) من رؤُوس اسطوانات غاز جديدة أو بالاصح غير (جديرة) بطبخ الافطار لضعف دفع الغاز من الاسطوانة إلى عيون الفرن ونرجو ألا تستمر هذه (الاسطوانة المشروخة) بالغزف إلى مالا يعلمون (فهل عرفتم اللغز ايها القراء الكرام)؟!!