الجزيرة - جواهر الدهيم:
أطلق أول ناد صحي للكفيفات بمنطقة الرياض التابع لجمعية المكفوفين الخيرية «كفيف» أول نشاط له خلال شهر رمضان المبارك، ليضاف إلى برامج التوعية والتثقيف التي تقيمها الجمعية طيلة العام كدورات التدريب على الحاسب الآلي والطباعة بلغة برايل ومسابقات حفظ أجزاء من القرآن الكريم.
وقد استبشرت الكفيفات وعضوات الجمعية بالنادي الصحي في استثمار طاقاتهن وتنمية قدراتهن ومواهبهن والاستفادة من أوقات الفراغ بما ينفعهن ويعزّز المشاركة الجماعية بما يتيحه لهن من مجالات. ويعد النادي امتداداً لمشروعات تقدمها الجمعية للكفيفات ويسهم في الرعاية الصحية وتقليل أمراض السمنة في المجتمع التي قد تؤدي لأمراض عديدة منها السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وغيرها.
وأكدت رئيسة القسم النسائي بالجمعية سهام الشدادي أن النادي يبرز مدى العناية التي توفرها المملكة العربية السعودية للكفيفات - هذه الفئة التي تتطلب تجهيزات خاصة لتعزيز الثقة بالنفس وأسوة بالمبصرات في الاستفادة من الخدمات الصحية، سواء في ما يتعلق بالبرامج اللياقة أو الغذائية.
وقالت: إن العديد من أفراد المجتمع يتعرضون للعديد من الأمراض الناجمة عن قلة الحركة ويحتاجون التوعية الصحية وما يعزّز مبدأ العقل السليم في الجسم السليم، وقبل ذلك مبدأ يدعو له ديننا الإسلامي الحنيف في قول صلى الله عليه وسلم « المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف» ومن ذلك حال الكفيفات بتعزيز قوتهن صحياً وعلمياً وثقافياً.
وأضافت: من هنا قمنا بإنشاء ما يمكن أن يكون نواة لمركز صحي متكامل للكفيفات يوفر لهن العناية تحت إشراف متخصصات، مرجعة فكرته إلى مسؤولة العلاقات العامة بالجمعية فوزية السعدون حينما طرحتها على عضوات الجمعية فتم التجاوب معها وإتاحتها للكفيفات حتى بلغ عددهن 20 مستفيدة، والأعداد في تزايد، ثم بدأنا التجهيز خلال الإجازة الصيفية عن طريق مخاطبة الشركات لتوفير أجهزة رياضية ناطقة وتم افتتاحه هذا الأسبوع من رمضان المبارك.
وأوضحت مسؤولة العلاقات العامة بالجمعية مشرفة النادي فوزية السعدون أن البرامج الصحية المجدولة حالياً تتضمن فترتي تدريب «أيروبيك» وتمارين لشد الجسم والثانية استخدام الأجهزة بإشراف المدربة، ثم يتم تنظم برنامج غذاء صحي لكل كفيفة حسب رغبتها، حيث يطبع على آلة برايل وتتابعها الأخصائية كل أسبوع.
وألمحت إلى أن الجمعية تقدّم للكفيفات على مدار العام برامج وأنشطة وفعاليات متنوّعة حسب المناسبات المحلية والعالمية إلى جانب ملتقيات شهرية تعرض ما هو جديد لهن من محاضرات اجتماعية ودينية ونفسية وتربوية بالإضافة إلى المشاركة بأركان توعوية تعريفية عن الجمعية في المدارس والجامعات والأماكن العامة يشارك فيها «أصدقاء كفيف».
وبيّنت السعدون أن الجمعية وفرت دورات في الحاسب الآلي وتطوير الذات وفنون الطبخ والأعمال اليدوية الحرفية التي تمنح المتدربة بعدها شهادة معتمدة لاكتساب مهارات تؤهلهم للدخول في سوق العمل بما يلبي تطلعاتهم وطموحاتهم، ورفع كفاءتهم المهنية وتشجيعهم على الإنتاج الإيجابي والعمل المثمر، إلى جانب تقديم دورات للمبصرين ليتم تخريجهم لتعليم الكفيفات، كذلك يوجد مركز لتحفيظ القرآن الكريم من عمر (6 إلى 35 سنة) وخصصت لها مسابقة سنوية تحت عنوان (بالقرآن نحيا) ورصدت لها الجوائز القيّمة.
من جانبها قالت إحدى المستفيدات بالجمعية طالبة قسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية آمنة الفيفي: إن سعادتي لا توصف بتدشين النادي الصحي داخل الجمعية التي أشعر بالانتماء لها وهي بيتي الثاني وكان حلماً يراودني منذ أن التحقت بها وهو بداية خير لانطلاقة أفكار وخطط كثيرة نود من أهل الخير اللفتة الكريمة في تنفيذها، موجهة شكرها للجمعية في تنفيذها مؤخراً دورة (توجه بالحركة الآمنة) التي استطعت بعدها أن أتحرك بحرية ودون خوف في الأماكن العامة.