تماماً مثل الكيان الصهيوني، عندما يعرف النظام الإيراني بأن أي لقاء أو اجتماع إسلامي لا يستطيع من خلاله تحرير مخططاته الطائفية والعنصرية يبدأ بالتشويش والعمل على تخريب ذلك اللقاء، حتى الحج حاولوا التشويش عليه وتعطيل المناسك حينما منعوا من استغلال هذه الفريضة المقدسة لأغراضهم الطائفية والسياسية العنصرية.
والآن وبعد تأكد النظام الصفوي في طهران من تأييد ومساندة الدول الإسلامية شعوباً وقادة دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعقد مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي يومي 26 و27 رمضان في رحاب مكة المكرمة، بدأت الأوساط والأجهزة المرتبطة بالنظام الصفوي بالتشويش على هذا المؤتمر الذي يراد من وراء عقده إعادة التضامن الإسلامي وتوحيد الصف الإسلامي وكلمة المسلمين وليس زيادة فرقتهم وتشتتهم من خلال طرح قضايا خلافية ومشاكل تعمق الخلاف بين المسلمين ومعظمها صنعها وروج لها النظام الصفوي في إيران.
المسلمون جميعاً شعوباً وقادة يعرفون من هو عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى ماذا يسعى من وراء دعوة قادة الأمة الإسلامية للاجتماع يومي 26 و27 رمضان، يومان يرجح فيهما كثير من علماء الأمة أن تحل بهما ليلة القدر، وفي رحاب الحرم المكي الشريف، مكان مقدس، ووقت يرتجى فيه قبول الدعاء لإعادة المسلمين لوحدة الصف والكلمة، هذا ما يسعى إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو يعلمه ويثق به أبناء الأمة الإسلامية شعوباً وقادة، أما أن يحاول ممن يعملون ويسعون إلى تجنيد الدين والانحراف به لخدمة توجهات عنصرية وطائفية فهو عمل مرفوض ولا ينظر إليه ألبتة سواء من الدولة الداعية لعقد هذا المؤتمر، أو منظمة التعاون الإسلامي التي ينضوي تحت لوائها الدول الإسلامية، وعليه فإن الكلام الذي أخذت أجهزة النظام الصفوي الترويج له بأن يبحث المؤتمر الإسلامي للتضامن القادم، مواضيع الفتنة التي أشعلتها طهران وقم، كلام مرفوض ليس من الدولة الداعية ولا المنظمة التي ستتولى تنظيم المؤتمر، بل من جميع الدول الإسلامية وشعوبها التي تبحث عما يجمعها ويوحد كلمتها وليس من يفرق صفوفها. أما من يسعى إلى إثارة البلبلة ويتآمر لإثارة الفتن فلا مكان له في مثل هذه اللقاءات التي لها أهداف ومساع تختلف وتتعارض مع أجندة ومخططات النظام الصفوي الذي يعد مسؤولاً مسؤولية مباشرة عما يحصل في كثير من الدول والمجتمعات الإسلامية بإثارة النعرات الطائفية وإشعاله للفتن بين أبناء الأمة الإسلامية.
jaser@al-jazirah.com.sa