حديثي يتعلّق بأكبر خطأ وقع فيه المخرج حاتم علي، عندما (دبلج) صوت ثامر إسماعيل الذي تقمّص دور عمر بن الخطاب واستبدله بصوت الفنان أسعد خليفة صاحب الصوت الشجي، ليصبح أمامنا (اثنان في واحد) ثامر إسماعيل وأسعد خليفة يتعاونان على تجسيد شخصية عمر بن الخطاب، بشكل أثّر سلباً على أشهر شخصية في التاريخ الإنساني، ليضعها في موقف محرج من حيث اختلاف الانفعال، فلا يمكن أن يتوافق الصوت التقني المسجّل على آلة تسجيل مع انفعالات حيَّة مباشرة، ولا يمكن أن يتطابقا مهما كانت الأحوال، ما جعل شخصية عمر بن الخطاب فنياً شخصية (ميكانيكية) يتحرّك بنمط واحد، ويتكلم بطبقة صوت واحدة لا تتغيّر بتغيّر المواقف التي تمر بها شخصية عمر بن الخطاب.
وعندما نقارن انفعال وصوت الشخصيات التي مع وحول شخصية عمر بن الخطاب نجدها أكثر حيوية في الكلام والانفعال وتطابقاً مع لغة الجسد, ما يكشف بسهولة ارتباك ثامر عمر وهو يجسد الشخصية، حيث إنه ملزم بمتابعة صوت أسعد خليفة المدبلج وتوظيف الجسد والإيماءات والشفتين بحسب ما سجّله مسبقاً أسعد خليفة, الأمر الذي أوجد إنزياحاً في الشخصية باتجاه الصوت المدبلج باعتباره القائد الذي على ثامر إسماعيل أن يلحق به في كل شيء في حركاته وسكناته, وسبق أن صرح أسعد خليفة وبيّن أنه لم يكن راضياً عن فكرة الدبلجة باعتبارها تجربة غير مطروقة مسبقاً ويخشى من آثارها السلبية على الشخصية.
دبلجة صوت عمر بن الخطاب خطوة ليست حكيمة, مهما كانت المبررات والأسباب، وآثارها السلبية أكثر من الإيجابية، ولا نعلم عن هذا القرار الذي يعد أهم الأخطاء الجسيمة التي صاحبت المسلسل، وهو خطأ في نظري لا يُغتفر.
أما الإنتاج والتسويق فنقف له احتراماً، ونأمل أن تكون أعمالنا الفنية بمثل هذا المستوى المتقدّم من الخدمات الإنتاجية العالية التي يستحقها هذا المسلسل، فشخصية عمر شخصية لها مكانتها من حيث التاريخ ومن حيث القيم الإسلامية الأصيلة فتستحق كل الأموال التي صُرفت عليها.
nlp1975@gmail.com