ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 31/07/2012 Issue 14551 14551 الثلاثاء 12 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

رغم ظهور بعض عورة خطاب أحزاب الإسلام السياسي، إلا أنها تسجل بلا شك عصرها الذهبي من خلال تربعها على الهرم السياسي في عدد من الدول العربية، وتحركها غير المسبوق، والظاهر في دول أخرى خصوصاً الإخوان المسلمون، الذين وصلوا لهذا بعد سنوات من السجن والعمل.

وإن كان من المبكر جداً الحكم على أدائهم السياسي والإداري والاقتصادي، وكما الأمني الذي يعتبر معضلة ظاهرة حتى الآن على الأقل.

إلا أن اللافت هو خطاب الإخوان الذي يتبدل بشكل عجيب، داخل ساحة فن الممكن، حيث لم يعد الخط المستقيم هو الأقرب أو المثالي بين نقطتين، في تجربة المراوغة والتشويش السياسي برمزيته الدينية، حيث يستمد هذا الخطاب شرعيته وحضوره، لكن هذا المظهر الديني الفعال سياسياً، لا كلمة راسخة له، وكل الوعود السابقة تتبخر الآن، بدءا من الإعلان عن الابتعاد عن السباقات الرئاسية وعدم الطمع بالسلطة، إلى ركوبها بالكامل وكل ما حولها.

“إنه زمن الإخوان”، وهذا عنوان لبرنامج على قناة القاهرة والناس، يستضيف فيه المتألق اللبناني توني خليفة عدداً من قادة الإخوان وكوادرها إلى جانب رجال الأحزاب الأخرى في حلقات متفاوتة، واللافت في حوارات توني اللاذعة، حجم الدفاع والنفي الذي يبديه ضيوف الإخوان لكل ما قد قيل ووثق، بل وتأويله وتحويره، وحيث الغاية تبرر الوسيلة، عبر بعض الخداع، وشيء من الكذب أحياناً!

طبعاً لا أحد يتوقع صدقاً تاماً للسياسي مهما تكن خلفيته، ولا أحد يتوقع سياسة الخط المستقيم أبداً، لكن لا ننسى أننا أمام سياسي يقول لنا إنه الإسلام، والإسلام هو الحل، دون تفاصيل، فيما يثبت لنا العكس في أقواله وأفعاله إلى الآن على الأقل!

لست ضد الإخوان ومرحلتهم، فهم قد يكونون ضرورة زمنية لتحولات تالية، وفي تجربة ديمقراطية قد تتطور إن التزموا بقوانين اللعبة.

لكن أجد نفسي ضد جانبين من شخصية الإخوان، الأولى تتعلق بالوعود السياسية المعلنة التي دائماً يجدون طريقاً ومبرراً للتملص منها ونقضها، وهذا ما نشاهده في الساحة التونسية بخلافاتها الظاهرة بين الرئيس وحزب النهضة القوي، وفي مصر من خلال تراجع العلاقة بين الإخوان والأحزاب السياسة الأخرى قومية ويسارية وليبرالية ووطنية، وباستثناء حزب السلف الإسلامي، فإن النقد من كل الأحزاب يتصاعد باستمرار.

الجانب الثاني، هو التقية التي يمارسها إخوان الخليج في إظهار عواطفهم وهروبهم في الوقت ذاته من الاعتراف بانتمائهم وميولاتهم، حتى الرموز المعروفة في السعودية -مثلاً - تحتفي بكل ما هو إخواني، لكن عند السؤال عن علاقتهم بهذا التيار أو ذاك يبدأ التضليل، مع أن العلاقة قد تصبح مثل مشجعي فرق كرة القدم، من حقك الاختيار أو التعاطف مع لونك المناسب، لكن لا تمارس تقية مريبة.

 

“زمن الإخوان”.. ربنا لا تجعله زمن الكذب!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة