كنت أتحدث معه عن الأحداث الجارية على الساحة العربية وأبدي تخوفاً الشديد من انعكاس هذه الأحداث على ساحتنا المحلية خاصة وأن هناك تحركات خارجية هدفها جر هذه البلاد الآمنة إلى مستنقع الدم.. وقد تجد استجابة داخلية من لدن بعض أتباع الطوائف الدينية الموالية لإيران ذات المنهج الشيعي الصفوي المتشدد.. وإذا بهذا الشيخ الذي بلغ من العمر ما يقارب الثمانين يحرك يديه مشعراً بالطمأنينة المطلقة والراحة الكاملة من مجريات الأحداث، ويردف بقوله: (... لا تخاف.. بلادنا بخير وإلى خير، وكل ما تراه وتسمع عنه سيتكسر بإذن الله على يد إنسان هذا الوطن فإن بلداً تنتشر فيه المساجد ويتسابق الناس فيه متى ما سمعوا الأذان لأداء هذا الفرض العظيم ويكثر فيه الساجد والراكع والقائم والمستغفر والداعي إن بلداً هذا هو إنسانه سيحميه الله.. أقول هذا وأنا واثق مما أقول، فقد خبرت الدنيا وعرفت تقلباتها، ومتى فرطنا في القيام بواجبنا نحو ديننا ومقدساتنا وولاة أمرنا فاعلم أن المعادلة ستتبدل،، وسنفقد أشياء كثيرة نحن نتهم بها ولم نستشعر بعد فضل الله علينا فيها..).
أتوقف عند كلام هذا الرجل الفاضل الذي أؤمن أنا شخصياً بما قال، ولذا فإنني هنا أؤكد أن الالتزام الديني ليس فقط من أجل تحقيق الفائدة الذاتية فحسب، بل إن أداء الصلاة وإظهار المشاعر الدينية هو في ذات الوقت حماية للوطن وضمان من الضمانات الرئيسة لاستمرار النعم ودوامها وترادفها.. وهو من باب الشكر الذي أمرنا الله به وأكد عليه في كثير من الآيات، بل عاب على الأكثر من الناس بأنهم لا يشكرون..
إن الصلاة شكر.. والزكاة والصدقة شكر.. وتلاوة القرآن والذكر شكر.. والوقوف مع إخواننا المسلمين في سوريا ودعهم مادياً ومعنوياً والدعاء لهم ولغيرهم من المسلمين المضطهدين في شرق الأرض وغربها، شمالها وجنوبها شكر، وبالشكر تدوم وتزود النعم.
إن الصور التي يراها الراصد للشباب السعودي في هذا الشهر المبارك وهم يتوافدون على بيوت الله لأداء الصلوات المفروضة ويتبعونها بالنوافل وصلاة التراويح وكذا مسابقتهم لأداء العمرة.. هذه الصور الرائعة تبشر بخير وتبعث الطمأنينة في النفس وبهذا كما قال صاحبي نحمي أنفسنا.. ونحفظ بلادنا.. ونقيها شر الفتن والحروب.. إضافة إلى جنود الميدان البواسل والاستعداد الحقيق لما هو في رحم الغيب من أحداث. دمتم بخير وحفظ الله البلاد والعباد؛ وإلى لقاء والسلام.