مع الانشقاقات التي تحدث يومياً من قبل المسؤولين والقادة العسكريين السوريين، صرنا نكتشف كيف أن هذه الدولة قامت، حتى في تعيينات مناصبها القيادية والدبلوماسية، على المحسوبيات، فهذا المسؤول هنا، وزوجته هناك، وابنه سفير، وأخوه وكيل وزارة، وابن عمه نائب في البرلمان، وهكذا تحولت الحكومة السورية إلى أقارب ينتمون في النهاية لدائرة الرئيس، بالقربى أو الصداقة أو الزمالة أو المعرفة أو المصلحة!
كان لا بد أن يسقط هذا النمط السياسي، كما سقط قبله النمط التونسي والليبي والمصري. لا مجال اليوم لسياسة هذا ابن عمي وذاك ابن عشيرتي، وهذا يخفي أسراري، وهذا يمثلني في التجارة! التقنية الحديثة غدتْ قادرة، على كشف أدق تفاصيل السيرة الذاتية لكل موظف، صغيراً كان أو كبيراً. وكالات الأنباء لم تعد تستقبل الأخبار من الحكومات. لقد صارت لها مصادرها الخاصة، التي تقدم البيانات الحقيقية.
هل كان النظام السوري يدرك أن نهايته ونهاية حكومة الأصدقاء والأقرباء والزملاء، البعيدين عن الشعب وهموم الشعب، ستكون بهذا الشكل، وأنه سينكشف بهذه الطريقة الدموية الوقحة؟! طبعاً لا. لقد كان يتوقع أنه سيبقى إلى الأبد، وبسبب هذا التوقع، تفسخت أوصال حكمه المنتن!
