إلى أين وقد ذهبت بأيامك ولياليك العشرة الأولى.. ؟
ونحن لا نزال في أمل طويل لأيامك أن تتمدد.. ولساعاتك فيها أن تتضاعف..
وللحظاتك منها أن تكتسي بركات من بركاتك فلا تولِّي..
إلى أين وفيك الشياطين مصفدة، مع أن الإنسان لا تزال شياطينه البشرية تتقافز، تتسلل لعصب الليالي، وأوردة النهار..
ومع أن كل الجهد في انتهازك واقعا للعمل، وخلوصا للتوبة، ورجاء في المغفرة..
فلا تسرع في الرحيل.. تمهل رمضان فإنا جائعون، عطاشى تائهون..، فقراء معوزون..
عبيد..، وإماء...،
عند أبوابه ربنا واقفون..
فيكَ لقبوله مقبلون، لصفحه شغوفون.. لستره منتظرون..
لحفظه متطلعون.. لبركاته آملون..
وفيك متمسكون..
حزانى، وقد قرب انتصاف قمرك..
حزانى، لعجلة دولابك..
حزانى، تمرُّ علينا بمهابتك، فنغفل..، وبكرمك فلا نغرف..، وبجودك فلا نرشف..
إلى أين رمضان، وأنت حين تأتي تنيخ في قلوبنا، وعند موارد نبضنا، وداخل تلافيف خوفنا، وفرحنا، وخفقنا، ودمعنا، ووو يا رمضان :
أي صديق أنت لخلواتنا..؟
وأي أنيس أنت لأمنياتنا..؟
وأي وعاء أنت لتفاصيلنا..؟
وأي مركب أنت لرجاءاتنا..؟
يا وهجا في ليالي خطيئاتنا..
يا وقتا لمرآة قصورنا.. تفريطنا.. يقظتنا.. خوفنا..، ورجائنا..
إلى أين وأنت تلملم ثوانيك، بينما نحن نمدد اتكالنا عليك،..
نُحمِّلك بتلات الأمل، وغرسات الرجاء..
وأجنحة النداءات.. وسلاسل الأصوات..
قارب أنت لكل أشيائنا..
نجأر فيك بكل ما فينا.. وهو يرانا ويسمعنا..
بجلاله وعظمته، برحمته وقربه، بوعده وعطائه، بجوده وهباته..
ربنا واسع الرحمة، باسط الكف، مستقبل الفارين منا فيك إليه.. يا من أنت أيامه الفضيلة، ووقته الرحب..، وبساط القرب منه..،
للعطاء القليل منا، والكثير منه..
تعالى تعالى، السُّبوح القدُّوس..
ربك وربنا رمضان..
تقدست هباته وصفاته..
جلت عظمته ورحمته..
بوركت رمضان بما مضى منك..، وبما بقى..
بوركت يا وقت الخير..، وفرصة الخير.. ورحمة الرب بنا..
وبورك ما بقى لنا منك..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855