|
بقلم - دانييل غولاتي :
تعدد المهام بالنسبة إلى موظفي العصر الحديث، هو جزء ثابت لا يتجزأ من الحياة اليومية، مع أنّ 97% منّا يشعر بسببه الآن أن لا حول له ولا قوة. وثمة بحث معدّ من قبل جهة معروفة يؤكّد على أن تولي مهمتين أو أكثر في آنٍ معاً يضرّ بصحتنا وإنتاجيتنا. ولكن، ما السرّ في أننا نركّز حصرياً في تناولنا لمسألة تعدد المهام على تأثيرها في الشخص الذي يقوم بذلك.
الحقيقة أن الارتدادات الفعلية لمثل هذا التصرف يدفع ثمنها جميع من حول الشخص المعني. ومن هذا المنطلق، قد يعتبر خبراء الاقتصاد أن تعدد المهام يتسبب بتأثيرات خارجية سلبية. وعلى غرار علاوات التأمين المرتفعة أو التلوث المتصاعد من مدخنة أحد الجيران، يلقي تعدد المهام بعبءٍ ثقيلٍ على الناس الذين لا صوت لهم - قل الشريك المنبوذ على مأدبة العشاء، والمتفرج المتضايق، والزميل المحبَط.
ورغم كل ذلك، الأمل موجود. فبعد المقابلات التي أعددتها مع موظفين محترفين تتراوح أعمارهم بين 25 و55 عاماً، استنتجتُ طرقاً فعالةً لكسر عادة تعدد المهام - حتى ولو لم تكن هذه العادة هي عادتكم، وذلك من خلال:
تسليط الضوء على منطق تعدد المهام. وقد يكون أمراً مفيداً أن تنبهوا الشخص المتعدد المهام بكل بساطة بشأن عادته والضرر الذي يتأتى عن تصرفه هذا. وقد تتفاجأون بالنتائج.
تحديد موعد جديد للاجتماع. فإذا بدا لكم الشخص المتعدد المهام شارد الذهن بأمورٍ أخرى، جدوا وقتاً آخر تجتمعون فيه ويكون عندها قادراً على التفاعل معكم بطريقةٍ مفيدة. وفي مكان العمل، ثمة إستراتيجية فعالة لتحقيق هذه الغاية وتتمثل بتخصيص وقت مستقطع عند بداية اليوم، أي قبل أن تبدأ الرسائل الإلكترونية والإنذارات والإخطارات بالتدفق.
الابتعاد جسدياً. عندما تزداد قوة الموظف المتعدد المهام، فإنه يتابع مساره مستقلاً. وبالطبع، لا يُعَد انسحابكم من اجتماعٍ مع المدير في حال انشغاله وعدم إعارته لكم الاهتمام الكامل، الخيار الأفضل. ولذا، قوموا بالابتعاد بطرقٍ أخرى. وبحسب أحد المستشارين الصغار الذين تحدثت إليهم، فإنّ «الانتقال إلى مقعدٍ فارغٍ في الجهة المقابلة من الغرفة أعطى شريكتي، وهي مسؤولة كبيرة، المجال لإتمام قراءة بريدها الإلكتروني والتوجه نحوي عندما شعرت بأنها مستعدة للنقاش».
فمن خلال التعامل بنجاح مع عادة الموظف المتعدد المهام، ستتمكنون من إرساء بيئة عمل أكثر إنتاجيةً، حيث قد تخففون من توتر الجميع وإحباطه، كما قد تنجحون بإنقاذ مشروع فاشل أو علاقة مصيرها الانهيار. ومن خلال توعية الشخص المتعدد المهام على أخطائه، ستتمكنون من نهيه عن أفعاله - وتجنب التداعيات السلبية المحتملة قبل حدوثها.
(*) دانييل غولاتي هو أحد أصحاب المشاريع التكنولوجية الجديدة في نيويورك. شارك في تأليف الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان «شغف وهدف: شهادات عن أفضل وألمع قادة الأعمال الشباب» (Passion الجزيرة Purpose: Stories from the Best and Brightest Young Business Leaders).
© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.