|
بيروت - منير الحافي - دمشق - دبي - وكالات:
دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي الغرب إلى إنشاء «منطقة حظر جوي» في سوريا، مشدداً على أن مدينة حلب ستكون «مقبرة لدبابات» الجيش النظامي.. ودارت اشتباكات عنيفة أمس في عدد من أحياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي بدأت هجوماً لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة بدون أن تحقق أي تقدم، غداة يوم شهد مقتل 168 شخصاً.
وقال العكيدي شمال سوريا: «نقول للغرب أصبح لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة إلى منطقة عازلة بل نحتاج إلى منطقة حظر جوي فقط ونحن قادرون ،على إسقاط هذا النظام».
وتطرق إلى الهجوم الذي تشنه القوات النظامية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، فشدد على أن «أي حارة أو أي حي ستدخل الدبابات (التابعة لجيش النظام) إليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات».. ورأى أن الجيش النظامي «لا يستطيع (الوصول إلى حلب) إلا عبر الطيران والمدفعية البعيدة وقصف المدينة وتدمير البيوت لكن كدخول إلى المدينة (حلب) فإنه لا يستطيع».. وقال «نحن متحصنون في كل أحياء المدينة ولدينا أسلحة والحمد لله مضادة للدروع والطيران المروحي».
وأشار إلى أن خسائر الجيش النظامي في معارك اقتحام حلب بلغت حتى الآن «8 دبابات وعدداً من العربات والمصفحات وأكثر من 100 قتيل»، متوقعاً أن «يرتكب (النظام) مجازر كبيرة جداً».. وأعرب عن خشيته من «استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل هذا النظام المجرم»، مضيفاً: «لدينا بعض المعطيات عن سحب بعض الأسلحة الكيميائية من المستودعات».. بدورها، ذكرت تقارير صحفية في ألمانيا أن الحكومة السورية عززت من إجراءات تأمينها للأسلحة الكيماوية التي بحوزتها كما قامت بنقل جزء من ترسانتها الكيماوية إلى أماكن أخرى وذلك بالنظر إلى استمرار المعارك مع المعارضة.
وقالت مجلة «دير شبيجل» الألمانية الصادرة اليوم الاثنين استناداً إلى معلومات أجهزة استخبارات غربية إن الحكومة السورية استعانت بعلويين موالين للنظام في حماية نقاط مهمة بمستودعات الأسلحة الكيماوية كما قامت الحكومة بنقل جزء من الأسلحة الكيماوية من مطار عسكري بالقرب من مدينة حمص معقل المعارضة إلى مستودع آخر يتمتع بحماية أفضل.
من ناحيته، عبر موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة لسوريا كوفي أنان في بيان نُشر مساء السبت في جنيف عن قلقه من «معركة وشيكة» في مدينة حلب. وقال أنان «إني قلق من معلومات حول حشد القوات والأسلحة الثقيلة حول حلب، استعداداً لمعركة وشيكة في أكبر مدينة في سوريا».. ودعا أنان مجدداً الأطراف المعنية للعمل على حل سياسي.
وفي لبنان، أعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني أنها تسلمت من السلطات السورية المختصة، إيطاليين اثنين كانا مختطفين داخل الأراضي السورية.. كما أدخل قرابة الواحدة فجر أمس ثلاثة جرحى سوريين إلى مستشفى رحال في عكار، وقد وصفت حالة اثنين منهم بالخطرة.. وأفيد أن الجرحى كانوا يحاولون إخراج عدد من النازحين السوريين من حمص إلى لبنان، فوقعوا في حقل للألغام.
وعلى الحدود التركية، وصل أمس إلى تركيا أكثر من مائتي لاجئ سوري بحثاً عن ملاذ لهم من أعمال العنف الدائرة في بلادهم.. وقالت وكالة أنباء «أناضول» التركية الرسمية إن هناك منشقين عن الجيش النظامي من بين الـ 207 لاجئين الذين وصلوا أمس.
سياسياً، طلب المجلس الوطني السوري المعارض أمس الأحد من حلفائه في الخارج إمداد الجيش السوري الحر بالأسلحة الثقيلة لمواجهة «آلة القتل» الخاصة بالرئيس السوري بشار الأسد وقالت إنها ستبدأ قريباً محادثات حول تشكيل حكومة انتقالية لتحل محله خلال أسابيع.. ودعا رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا في مؤتمر صحافي في أبو ظبي، الدول «الصديقة» و»الشقيقة» إلى تسليح المعارضين السوريين، مشدداً على وجوب محاكمة الرئيس بشار الأسد لارتكابه «مجازر» بحق السوريين، في وقت يشن الجيش النظامي هجوماً على مدينة حلب في شمال البلاد.
ودعا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن من أجل منع حصول «مجازر» بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص.