|
كتب - علي العبد الله:
في مسلسل (كنة الشام وكناين الشامية) قدَّمت الكاتبة هبة مشاري قصة أقرب ما تكون إلى الخيال أي بعيدة عن الواقع نسبياً، وهذا أمر مستغرب جداً من كاتبة قدمت أعمالاً جيدة في الأعوام الماضية، لذا كنا ننتظر منها عملاً يطرح قصة واقعية بمعالجة درامية مُتقنة.يُقدم (كنة الشام وكناين الشامية) قصة اجتماعية تراجيدية في فترة زمنية قديمة تعود إلى الستينيات الميلادية، ويعتبر المحور الرئيس في التركيبة الدرامية للمسلسل حول امرأة تُعاني من زوجها الذي يريدها أن تُنجب له طفلاً بعد مجموعة من البنات الأمر الذي يجعل والدتها وشقيقها يقدمان على شراء مولود ذكر أثناء فترة ولادتها بعد علمهم بأنها أنجبت طفلة، ويتم شراء هذا الطفل من امرأة هندية. طبعاً الفكرة غير مقبولة منطقياً لأنها بعيدة عن الواقع ولو افترضنا جدلاً أنها حدثت فإن المَشاهد الدرامية التي بُنيت بعدها كانت غير مُتقنة بشكل جيد لعدة أسباب، أهمها وجود خلل في عناصر البناء الدرامي يتمثل في الاستعجال بإدخال الأحداث والأفعال الدرامية بطريقة غير متسلسلة وذلك لمجرد لفت انتباه المُشاهد.
بشكل عام هذا العمل يُعاني من ضعف فني واضح ليس في حبكته الدرامية فحسب بل حتى على مستوى الإخراج الذي يتولاه المخرج جمعان الرويعي الذي تَتلمذ على يد المخرج مصطفى رشيد حيث عمل معه كمساعد مخرج بعد أن أخفق في مشواره التمثيلي.
يبدو أن وجود أسماء كبيرة ولامعة في العمل أربك المخرج وأدى ذلك إلى حدوث أخطاء كثيرة ولو كان المخرج يقظاً ومتابعاً جيداً في فترة المونتاج وتقطيع المَشاهد لتجاوز هذه الأخطاء وسيطر عليها.
عموماً العمل ضم نخبة من النجوم التي تمتلك قدرات تمثيلية أكثر من رائعة ولكن لم يتم توظيفها بشكل جيد لذا لم يكن في مستوى التطلعات.