أخي الفقيد.. أبا يزيد محمد بن عبد الله التويجري رحمه الله
أكتب لك هذه الكلمات.. ملؤها العبرات.. تمدها الذكريات..
أخي العزيز لقد افتقدناك.. كنت كالغيث تروينا بحكمتك ورجاحة عقلك، ترسم البسمة على محيّانا بصمتك.
من أين أبدأ وماذا أقول.. كم افتقدنا صديقاً تألمنا لرحيله لكن فقدك جلل.. لقد كان ثقيلاً حتى تقطعت له قلوبنا.. وأزّت له صدورنا.. تلقيت خبر رحيلك بدموع لم أعهدها من قبل.. بحق كانت تنهمر.. ما زلت أتذكر كلماتك لي قبل رحيلك ببضعة أيام حين هاتفتك للسؤال عن حالك وكنت ترد علي بصوت لم أسمعه من قبل (أدع لي أبا عاصم بالشفاء) وكنت أقول إن هذا عارض صحي وينجلي، وكنت أدعو لك بعاجل الشفاء، ولم يخالج قلبي أنك تودعني.. ما فتئت كلماتك تلك يتردد صداها في مسمعي.
أخي لا أدري أأرثيك.. أم أرثي نفسي فيك.. حتى الكلمات حارت كيف تصف حزن قلبي الذي حبه كان يؤويك.. أطرقت فقيد قلبي وفقيد أحبابه حتى ملني الإطراق.. وبكيت حتى جفت العينان..
أناجيك أخي وأنت تحت الثرى لسمو منزلتك عندي.. ولطالما تناجينا سوياً فوقه.. تمدني برأيك الثاقب الصائب.. وتسدي لي النصح وتشجعني وتعاتبني أحياناً كأخيك الأصغر وكان هذا كالشهد عندي.
أخي لا أدري ماذا أقول فورقتي أغرورقت بدموعي.. أخي أقولها وفؤادي يعتصره الأسى لقد افتقدتك.. لكني راض بقدر ربنا مؤمن به وبقضائه.. طاب ثراك وعلت منزلتك.. ولا أقول إلا ما يرضي الرب {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }، إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا أبا يزيد لمحزونون..
عزائي قول نبينا عليه الصلاة والسلام (يحشر المرء مع من أحب).. أخي أسأل الله العلي القدير الكريم أن يجمعنا وإياك وأحبابنا مع زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وداعاً أخي.. وداعاً أخي.. وفي الفردوس.. نلتقي إن شاء الله.
عادل بن عبدالعزيز الصالحي - عنيزة