يمر العالم الإسلامي في أزمات متغيرة الشدة، ففي الشقيقة سوريا يعيش شعبها المسلم الصابر تحت نير آلية جيش رئيسه الدكتاتور الذي تمادى في اغتيال أبناء وطنه، متشبثاً بالكرسي الذي قطع ثوار جيش سوريا الحر كل أرجله وقواعده حتى أخذ يهدد بالسلاح الكيماوي والجرثومي لإبادة شعب سوريا العزيزة، «وليبقى إن بقي لوحده» بين ضحاياه من الشهداء الأبرار، والذين لا تمنعه ذرة من شعور ديني أو وطني لاغتيالهم بجبن في شهر رمضان الفضيل شهر الرحمة والعتق من النار.
ولهذا يأتي الملف السوري في أولوية الأجندة المقترحة لمؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي الذي دعا له خادم الحرمين الشريفين صقر العروبة الملك عبدالله - حفظه الله وأمد في عمره- ليعيد للتضامن الإسلامي حركته وديناميكيته الروحية والسياسية والاقتصادية، وليحتوي هذا البرنامج المخلص الشفاف كل القضايا المصيرية التي يعيشها الوطن الإسلامي في آسيا وأفريقيا، وليعيد تكالب القوى الطامعة والحاقدة على الإسلام والمسلمين حيث يعاني العبودية أبناء الأقليات الإسلامية في العديد من الدول الأفريقية والآسيوية ذات الأكثرية البوذية والهندوسية وبعض المنظمات المسيحية، مثل معاناة أبناء الطائفة الإسلامية في نيجيريا ومندنا وفي جنوب الفلبين. وقد يكون ملف العبودية والتمييز الديني في مانيمار «بورما» أشد سخونة وأكثر قسوة حيث يمارس قادة مانيمار الإبادة العرقية الدينية بتهجير أهل بورما الأصليين من أتباع الطائفية الإسلامية في ولاية أراكان ومصادرة قراهم وأراضيهم الزراعية وتوطين البوذيين بدلاً عنهم، ومن يعارض قرار التهجير يسخر في أعمال قاسية لبناء الثكنات العسكرية وخدمات تنظيف الشوارع، إمعاناً في إذلالهم، والموت ينتظر كل من يحتج على هذا التمييز بين المواطنين وجعل المسلمين دون هوية وطنية تمنحهم الحقوق المدنية. ويعد النظام العسكري المتسلط على شعب مانيمار بزعامة دكتاتوره العسكري سابقاً والمدني حالياً خطة غادرة تهدف إلى إلقاء الطائفة الإسلامية قسراً خارج حدود مانيمار ونحو الجوار البنغلاديشي! ويتطلع شعب مانيمار المسلم ومعه كل أبناء الأمة الإسلامية لقرار قوي حاسم يردع قادة الدكتاتورية في مانيمار بالرجوع عن سياسة العبودية والتفرقة العنصرية، وليدركوا أن شعب مانيمار خلفه قوة روحية وعسكرية واقتصادية ممثلة بقرار إسلامي موحد لنصرة وحماية المسلمين في بورما مانيمار.
وهناك العديد من القضايا الإسلامية المعلقة في كشمير وماندناو والأقلية الإسلامية في منغوليا في الصين ودعم دولة كوسوفو لقبولها في هيئة الأمم المتحدة، ونصرة المسلمين في جزيرة قبرص ودعم مطالبهم الاتحادية الفيدرالية مع الجزء اليوناني من قبرص واحترام حقوقهم المدنية والروحية ومساعدة المسلمين في جزء الشمالي منها اقتصادياً وسياحيًا، فقد فرضت إسرائيل واليونان وجنوب قبرص طوقاً وحظراً على الصناعة السياحية في الجزء الشمالي ذي الأكثرية الإسلامية.
رحم الله شهيد القدس الفيصل وأسكنه جنات النعيم رائد التضامن الإسلامي ورافع رايتها الأول والذي استطاع أن يحقق أهدافاً عظاماً بتبنيه لمنهج التضامن الإسلامي وإطلاق ندائه التاريخي في أرض الحرمين الشريفين، واليوم يستلم الراية مجدداً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وساعده القوي ولي العهد المفدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قادتنا المخلصين، وسيأتي مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي بقرارات حكيمة قوية تدعم وحدة العالم الإسلامي وتعزز حياة ومستقبل كل المسلمين في العالم لتحتل مركزها المتقدم بين كل القوى المؤثرة في القرار الدول.
وأدعو الله سبحانه أن تكون إحدى ليالي المؤتمر (ليلة القدر) ليتحقق أمل الأمة الإسلامية في وحدة رأيها وقوة قرارها واحترام العالم كله للإسلام والمسلمين.
عضو هيئة الصحفيين السعوديين - جمعية الاقتصاد السعودية