أخشى أن تكون كثيرٌ من مدارسنا اليوم “مدارس مزيَّفة” (على غرار عملة مزيَّفة).
دعوني أعرض لكم بعض سمات المدرسة المزيّفة ثم احكموا في ضوئها على مدارسنا:
1 - تقدّم المدرسة المزيّفة لطلابها تعليماً لا يجد الطالب فيه أي معني أو قيمة حقيقية تنعكس على إيجابية سلوكه ورقي تفكيره وجودة حياته عموماً 2 - تقدّم المدرسة المزيّفة لطلابها تعليماً نظرياً جافاً ومملاً، أي أنها تحرم طلابها من متعة وفائدة تطبيق ما يتعلمونه 3 - المدرسة المزيفة تتجاهل الواقع الذي يعيش فيه الطلاب، وتطيل الوقوف بطلابها عند واقع لم يعد موجوداً 4 - المدرسة المزيّفة تفشل في تعريف طلابها بواقعهم الحقيقي، وبالتالي لا تهيئهم ليساهموا مستقبلاً في تحسين وتطوير ذلك الواقع 5 - تقدم المدرسة المزيّفة تعليماً لا يعير اهتماماً لتساؤلات الطلاب الملحة والمتكررة، ولا يحترم فضول الأطفال الفطري ورغبتهم الغريزية في كشف غموض بيئتهم 6 - المناهج في المدرسة المزيّفة متضخمة في الكم وهزيلة في الكيف والأسلوب، وتحدث الطلاب عن واقع اقتراضي لم يروه ولن يروه في حياتهم 7 - من أولويات المدرسة المزيّفة أن يخزن الطالب في ذاكرته أكبر كم من المعلومات، حتى وإن كان لا يرى في تلك المعلومات أية فائدة أو علاقة بحياته.
هل تظنون الآن أن مدارسنا هي أقرب إلى أن تكون مدارس مزيَّفة؟
* أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود