عوامل عدة ساهمت في إنقاص هيبة المعلم لدى الطلاب حتى وصل الأمر إلى أن يستخدم الطالب العنف مع معلمه، وبنهاية الفصل الدراسي الثاني نكون قد اختتمنا فصلا دراسيا (عنيفا) شهد وقوع عدد من الحوادث، كان ضحاياها معلمون غدر بهم طالب كان الأولى به أن يقوم لمعلمه احتراما كما قال أحمد شوقي، وكما يفترض أن تربي الوزارة طلابها، لا أن يغرس سكينا في جسده كما حدث في إحدى المناطق أو يطلق الرصاص عليه أو يتلف سيارته! وحادثة القتل بالذات يفترض أنها أقامت وزارة التربية ولم تقعدها حتى تنهي دراسة كاملة لهذه الحادثة الخطيرة لمعرفة مسبباتها وكيفية حماية المعلم والطالب من الوقوع في مستنقع العنف!! وإذا عاد الطلاب والمعلمون العام القادم وكأن شيئا لم يكن ولم تضع الوزارة خطة لرفع منسوب احترام المعلم وحمايته وحماية الطالب أيضا من عنف بعض المعلمين في مدارسها، فهذا يعني أن الوزارة لا تهتم بسلامة المعلم ولا بسلوكيات طلابها وأن كل الأمور تسير بـ(البركة)! خاصة أن هناك مؤشرات تقودنا إلى توقع زيادة مضطردة في منسوب العنف، ففي تقرير مصور بثته إحدى القنوات أبرز مدى الفجوة التي حدثت بين الطلاب والمعلمين فكانت تهديدات الطلاب واضحة وتوعداتهم للمعلم إذا أخطأ بحق الطالب (والخطأ هنا يقرره الطالب) توعدات مزعجة، لدرجة أن أحد الطلاب توعد باستخدام السلاح في حق معلمه لو أنقص له درجة أو أخطأ في حقه! مما يعني أن ارتكاب جريمة ما، أصبح مصدرا للتفاخر بين الطلاب ومسيطرا على بعض عقول فئة من طلابنا وهذا أمر خطير جدا يفترض أنه أقلق المسؤولين في وزارة التربية ويمكن الاطلاع على المقطع وهو موجود في (اليوتيوب)!!
بالتأكيد أن هناك معلمين أساؤوا إلى مهنة التعليم وهناك معلمون يعنفون طلابهم وربما يكون عنف الطالب رد فعل تجاه معلم افتقد أبسط أساليب التعامل الأبوي والتربوي مع طلابه لكنهم قلة، ولذلك فنحن وبشكل عام بحاجة إلى جمعية لحماية المعلمين ولحملة للإعلام التربوي لينافح عن المعلم أمام تشويه صورته وإنقاص هيبته، لأن العائد النهائي على التعليم وسمعة منسوبيه خطير ويهدد بنزول أسهم التربويين مما يؤثر على مكانة المعلم وبالتالي مستوى مخرجات التعليم، وهذا لا يليق بمجتمع يفترض فيه أن يضع التعليم في أعلى المراتب وأن يدافع إيجابيا عن من يقومون بهذه المهنة الشريفة قياسا على مبدأ انصر أخاك ظالما أو مظلوما.
بعض الطلاب اليائسين من النجاح والذين لم يحظوا بتربية كافية بالبيت من الخطأ تركهم في المجتمع المدرسي دون إصلاح أو إطلاق سراح، فتركهم مع المعلم وجها لوجه يتلف أعصاب المعلم ويمنعه أن يؤدي رسالته كما يجب، خاصة أن بعض الطلاب اليائسين من النجاح ليس لديهم ما يخسرونه بينما المعلم ليس هذا مجاله!
إنني أدعو الوزارة إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الطلاب والمعلمين من الانجرار لمستنقع العنف، ولعل إعادة وقوف الطلاب حين يدخل المعلم إلى الفصل والإكثار من الرسائل التربوية التي تدعو إلى احترام الطالب والمعلم لإفشاء جو من الاحترام المتبادل بين الطرفين هو في غاية الأهمية.
وفصل الطالب السيئ السلوك يجب أن يكون خطوة لعلاج الوضع الراهن لكي ينعم الطلاب والمعلمون بأجواء تربوية طبيعية في مدراسهم بدل تهديدات الطلاب الفاشلين وتوعداتهم واستعراضهم للقوة والبطش في بعض المدارس يدفعها ميوعة الأنظمة وتساهلها، فالفصل من المدرسة بعد استنفاد السبل التربوية، هو أحد طرق العلاج الناجعة وهي التي سوف تعيد للمعلم احترامه وللمدرسة هيبتها!
alhoshanei@hotmail.com