لقد قابلت العديد من علماء الأمة، وطلاب العلم، والمحبين لهذه البلاد المباركة من المواطنين والمقيمين وذلك خلال الأيام والأسابيع الماضية، وكلهم يحملونني آيات الشكر والعرفان والدعاء لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة -يحفظه الله تعالى-.
وزيرنا الحبيب الشاعر والأديب والمثقف، جمع بين التواضع والأدب، وحب الخير للناس، والحرص على نفعهم، والولاء لهذه البلاد المباركة، وذلك بجهوده الموفقة، وإدارته الحكيمة للمنظومة الإعلامية في بلادنا، والتي تمثل الوسطية، مع المحافظة على الثوابت.
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو مكالمة هاتفية من امرأة كبيرة في السن، حافظة لكتاب الله، ونحسبها من الصالحات والله حسيبها، اتصلت عليّ، وكلمتني، ولسانها لا يفتر عن الذكر، والدعاء لولاة أمورنا -يحفظهم الله- على ما بلذوه ويبذلونه في خدمة الإسلام والمسلمين. كانت هذه المرأة قد طلبت مني عرض سؤال خاص بها على أحد كبار العلماء، فحققت طلبها -بحمد الله- وإذ بها ينطلق لسانها تصف مشاعرها الإيمانية وهي تشاهد قناة القرآن الكريم، وقناة السنة النبوية، وتشرح بسرور بالغ حال مشاهدي هاتين القناتين المباركتين، وأثرهما على المشاهدين، وخصوصاً حينما يعيش المشاهدون أجواء الحرمين الإيمانية، يشاهدون الطائفين والساعين والمصلين، والمعتمرين، وزوّار مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهم يصلون، ويذكرون الله، ويسلمون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه الكريمين -رضي الله عنهما-. شعرت أثناء حديثها بأنها تريد قول شيء معين، وصدق إحساسي، فقد ختمت هذه المرأة حديثها بالدعاء لله تعالى، وطلب أعظم الأجر لمن كان سبباً في بث هاتين القناتين المباركتين، قالت المرأة: كنت أدعو ربي أن يختم لي في مكة، وأن أتردد أسبوعياً على الحرم، ولكن لكبر سني وضعف صحتي لم أستطع تحقيق هذه الرغبة حتى يسَّر الله الأمر، وهيَّأ لنا هاتين القناتين، فأصبحنا نعيش -ونحن في بيوتنا- أجواء الحرمين الشريفين كأننا موجودون فيهما، نتنعم بسماع القرآن، وسماع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
ختمت المرأة حديثها قائلة: سأظل أدعو ما حييت بأجزل المثوبة لكل من كان سبباً في انطلاق واستمرار هاتين القناتين.. قلت في نفسي: وأنا أيضاً سأظل أدعو لمعالي وزير الإعلام -وفقه الله- بأن يجعل استمرار هاتين القناتين في موازين صالح أعماله، فهما من أعظم الحسنات. كما نسأل الله أن يحفظ لبلادنا تمسكها بكتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والعمل على نشر القرآن وتوزيع المصاحف الشريفة، وبث علوم السنة، فإن ذلك من أعظم ما تتميز به بلادنا.. حفظك الله أيها الوطن المبارك، وحفظ ولاة الأمر وجعلهم مباركين أينما كانوا، ووفقهم لما فيه رضاه، والحمد لله رب العالمين.