لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله لنا - الأيادي البيضاء في جوانب نهضتنا المباركة والتي شملت المرافق كلها دون استثناء، ولم يقتصر - حفظه الله - على هذا، بل اختار لولاية عهده الأمير نايف - رحمه الله - ثم الأمير سلمان - حفظه الله - واضعاً نصب عينيه مصلحة الشعب السعودي الكريم والأمّتين العربية والإسلامية..
الصَّادِقانِ الفَجْرُ والإسْلامُ
والكَاذِبَانِ اللّيْلُ والأصْنَامُ
للهِ كَمْ أغْرَى الزَّمَانُ بِأهْلِهِ
وعَلى القذَى زُمَرُ الحَيَاةِ تُقامُ
وَبَقِيتُ وَحْدِي وَالسَّوادُ وَغُرْبَةٌ
فِي مَحْبسٍ وَالنُّورُ فِيه حَرَامُ
وَبَنَاتُ نَعْشٍ فِي الحِدَادِ تَعَلّقَتْ
بِسِيَاجِهِ وَقُيودُها الإعْدَامُ
وَمَضَيْتُ أسْعَى وَالطّلُولُ بَعِيدةٌ
وَيَلُفّني مِنْ مَشْرِقيَّ ظَلامُ
شَابَ العِذَارُ وشَفَّ لَيْلَ مَفَارِقِي
عُتْبَى تُرَابٍ فِي الظّمَى وَأنَامُ
وَلَقَدْ سَرَى المَوْتُ المُهَاجِرُ فِي دَمِي
فَأصَابَ رُوحِيَ بَطْشُهُ وَزُؤَامُ
وَجَثا عَلى صَدْرِي الحَزِينِ وَمَا دَرَى
أنِّـي عَلى وَجْهِ الرِّيَاحِ خِيَامُ
مُتَمَزّقُونَ وَرَكْبُنَا فِي مَهْمَهٍ
مِنْ هَوْلِهَا ضَجَّ الوَرَى فَأقامُوا
فَأبُو سُعُودٍ سَيِّدٌ ذُو مَوْقِفٍ
بَاقٍ وَمَازَلَّتْ بِهِ الأقْدَامُ
وَمَضَى كَنَصْلٍ فِي جُفُونِ حِكَايَةٍ
تَرْوِي صَدَاها لِلْوَغَى الأيَّامُ
فُجِعَتْ بهِ كلُّ الوَرَى فِي لَيْلَةٍ
قَامَتْ وَلَمْ تقْعُدْ بهَا الحُكَّامُ
فَرَثتهُ أقْطَابُ الهُدَى مَذْعُورةً
وَاسْتَبْشرتْ فِي فقْدِه الآثامُ
أبْكِي عَلَيْكَ وَدَمْعُ عَيْنِيَ شَاهِدٌ
وَالفَاجِعَاتُ مَواثِلٌ وَخِصَامُ
صَلُّوا عَلَيْكَ أبَا سُعودٍ كُلُّهمْ
رُكْنٌ وَخَادِمُ بَيْتِهِ وَمُقامُ
وَضَميرُ شَعْبٍ مُخْلِصِينَ تَجَمَّعُوا
صَفَّاً وَحُرْقةُ أمَّةٍ وَإمَامُ
خَطْبٌ ألمّ ربُوعَنَا فِي دَهْشَةٍ
وَاسْتَعْبرتْ مِنَ نَوْحِهَا الأقْلامُ
لَكِنَّمَا المَلِكُ العَظِيمُ بِحِكْمَةٍ
قَدْ هوّنَ الأرْزَاءَ وَهْيَ جِسَامُ
فَاخْتَارَ فِي حَزْمٍ وِلايَةَ عَهْدِهِ
سَلْمَانَ وَهْوَ المُصْلَتُ المُقْدَامُ
سَلْمَانُ وَلْتَهـْنَأْ بِهِ آمَالُنَا
تَشْتَاقهُ الرَّايَاتُ والأعْلامُ
حَزْمٌ وَدينٌ وَانْتسابٌ للنَّدَى
وَرُؤىً تَضُوعُ بِسِفْرِهَا الأحْلامُ
إنْ ذَرّ قَرْنُ الحَرْبِ قُمْتَ مُشَمِّرَا
وقَدِ اتَّقَى بِيَدَيْـهِ مِنْكَ حِمَامُ
شَابَتْ بِمُعْترَكِ الحَيَاةِ جُفُونكُمْ
قَرْمَاً وَسَالَ بِسَاعِدَيْكَ حُسَامُ
وسُمُوّكمْ مُتَوَشِّحٌ بِفِرِنْدِهِ
وَحَمَائلُ السَّيْفِ الصَّقِيلِ وِسَامُ
بَسَطَتْ لَكُمْ هَذي الجُمُوعُ كُفُوفَهَا
في بَيْعَةٍ وَالعَهْدُ فِيكَ ذِمَامُ
وَمَلاحِمُ التّاريخِ تَشْهَدُ أنّنَا
بِيضٌ لَكُمْ وَالمُتّقونَ صِيَامُ
مِنْ عُرْوَةٍ وُثْقَى تَشُدّ حِبَالَهَا
لِيُمَاطَ عَنْ وَجْهِ الظَّلامِ لِثَامُ
هَذا أبُو فَهْدٍ يَدَاهُ غَمَامَةٌ
سَحَّتْ وأخْرَى مَأمَنٌ وَسَلامُ
عَيْنَاهُ يَقْظى فِي الوَغَى إحْدَاهما
وَتَوَقّـدتْ أخْـرَى فَلَيْسَ يَنَامُ
فَمُبَاركٌ يَاسَيِّدِي ثِقَةُ المَلِيــ
ــكِ وإنَّهَا لَكَ مَغْنَمٌ وَتَمَامُ
- عميد الموهبة والإبداع والتميُّز بجامعة الإمام