يفيق الشاعر أحيانا من غيبوبة القصيدة التي لا يعلم متى كانت ساعة غرقه في بحرها ويُفاجأ بنص مبهر مدهش مقنع قوي متكامل يحلم كل شاعر أن يكتب نصا مشابها له، فالشعر برغم الأهمية القصوى للوزن والقافية فيه إلا أنها غير كافية لإنجاز نص يحسب للشاعر، ولا الرغبة في كتابة قصيدة أو الشوق للشعر أو للجمهور -لمن تعود عليه- يخلق قصيدة مقنعة.
إن مسألة الإبداع ومضة أو لمعة غير مرتبطة بأوقات أو أجواء لها مواصفات محددة، إنها حالة يتحد فيها الفكر والشعور ليكونا مزيجا من سر مجهول مباغت، يضرب كالإعصار، ويقتلع كالطوفان، ويجرف كالتيار، ويهز كالزلزال، يقلب النفس رأسا على عقب، وبعد انسحاب تلك الحالة يمنح الشعر للمبدع وساما إنه كان على مستوى أنه يظفر بقصيدة حقيقية مكتملة العناصر جديرة بالبقاء.
وقفة لـ(صالح الناصر):
الخيال اللي له رعود وبروق تشوق
كلما لاحت بروقه نخيل اخيالها
صافيٍ مشروبه العذب وخياله صدوق
بأمر ربي والمعاني على تفصالها
دقة المعنى لها عند راع الذوق ذوق
ينسجم مع جوها والعباد بفالها
ذي حلاة الشعر والجايزة حظ السبوق
المراجل مهرةٍ والوفي خيالها
fm3456@hotmail.com