زيارة الأمين العام للأمـــم المتحدة بان كي مون للصين مؤخرا تمثل حدثا مهما في التفاعل بين الصين والمنظمة الدولية. ولكن الزيارة وهي الخامسة لبان كي مون منذ توليه منصبه في الأول من يناير عام 2007 توفر فرصة جيدة للجانبين من أجل التواصل بشكل أفضل وتنسيق مواقفهما بشأن العديد من الموضوعات الإقليمية والدولية المهمة.
مازالت الصين مدافعا بارزا عن ميثاق الأمم المتحدة وداعما مميزا للدور القيادي للأمم المتحدة في الحفاظ على السلم والتنمية الدوليين. على سبيل المثال فإن الصين أرسلت حوالي 21 ألف صيني للمشاركة في حوالي 30 مهمة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة وهي أكبر مشاركة بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي إلى جانب الصين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.
وقد أصبحت المساهمة الصينية في المنظمة الدولية معروفة ومعترف بها. وقال بان كي مون قبل زيارته للصين: إن الأمم المتحدة تتمتع «بدعم قوي من الصين في أغلب البرامج المهمة للمنظمة الدولية والتي تشمل حفظ السلام والتنمية وحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية.
والحقيقة أن العالم شهد العديد من التغييرات المهمة على الأصعدة السياسية والاقتصادية مما فرض مجموعة جديدة من التحديات العالمية مثل الأزمات الإقليمية والإرهاب الدولي والأزمة المالية العالمية وظاهرة التغير المناخي.
في ظل هذه الظروف يجب أن تتجاوب الأمم المتحدة بصورة أسرع وأكثر فاعلية مع الجهود الدولية المبذولة لمواجهة هذه التحديات إلى جانب القضايا الإقليمية المهمة مثل القضية السورية.
وقد تبدت التوقعات المرتفعة للمواطنين الصينيين من الأمم المتحدة من خلال الدردشة التفاعلية التي أجراها بان كي مون مع مستخدمي أحد مواقع المدونات الصغيرة الصينية مساء الثلاثاء الماضي وقبل قليل من وصوله إلى بكين.
وفي ظل الاهتمام الشعبي الصيني بالأزمة السورية حاليا فإن الكثيرين من الصينيين أعربوا عن أملهم في أن تلعب الأمم المتحدة دورا أكبر من أجل حل هذه الأزمة.
فالعنف والمواجهات المسلحة مازال يدمر هذه الدولة الشرق أوسطية. وجهود الوساطة التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة مازالت متعثرة. ولم يتم تطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية بالكامل حتى الآن.
والحقيقة أن احترام سيادة الدول والمساواة بينها وعدم التدخل في شئونها هي بنود أساسية في ميثاق الأمم المتحدة، والتسوية السياسية هي الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة السورية. ويجب على الصين والأمم المتحدة مواصلة دعم جهود المجتمع الدولي في هذا الاتجاه وفي إطار ميثاق المنظمة الدولية.
افتتاحية (تشاينا ديلي) الصينية