أفراد، وأخطاؤهم تمس جماعات، وتحرج مقاعد، وتزيل الهيبة عن مؤسسات..
أفراد، في مقاعد مسؤولية ويتخلون عن أماناتهم، يفرطون في واجباتهم، يضلعون في استغلال سلطتهم ومواقعهم، فتنهار بنى، ويتضرر جموع، ثم يتهربون عن الحقيقة، وينكرون الوقائع.. وينسون أن لا مفر من العقوبة..
آخرهم مثلا، أولئك الذين يقام معهم التحقيق في شأن الأضرار التي أصابت مدينة جدة في مقتل السيول، وذهب ضحيتها، وضحيتهم الكثر من البشر, والمقدرات..
لكنهم بالأمس ينكرون، وعليه تم تأجيل الحكم عليهم حتى حين..
أفراد ينسلون مسلحين يضعون «عبوات ناسفة أسفل خط أنبوب الغاز على طريق المزرعة الطويل شرق مدينة العريش بسيناء ويفجرون خط الغاز عن بعد ثم يلوذون بالفرار»..
تأخذهم الحمية، والمعاداة لإسرائيل.. ويضلعون في إحراج دولتهم، ورئيسهم الجديد، دون أن يتفكروا في أن كل خطة لموقف دولة من أخرى, لا يتبناها أفراد غير مسؤولين ودون ضوابط
وفي انفلاتها ما يمس هذا دولتهم.., ويتعين موقف منها ربما تكون في غنى عنه..
أفراد، تهمهم أرصدتهم في البنوك، فيخلطون بضاعتهم الجيدة ببضاعة منتهية الصلاحية،أو تكاد، يحرجون أنفسهم، ويمسون بسمعة متاجرهم، ويضرون بعلاقتهم مع روادها.. ويغضبون من التشهير بهم...
واقع، تمتد فيه مواقف أفراد لصلب مواقع أداء.., بوقائع تنطلق من رغبات فردية، أو ثللية، وتنتهي لمواقف مسؤولية، وقرارات عليا،..
هذه الوقائع، وأمثالها، ليست تغتفر لا لهم، ولا للمؤسسات التي ينتمون إليها، كانوا مسؤولين كما الذين عملوا في مراكز المسؤولية في مدينة جدة،وسواها، ومن هم على شاكلتهم،..
أو كانوا أفرادا في لحمة دولة، ترسم لنفسها خطا نظاميا مدنيا وسياسيا جديدا، تتوخى فيه ألا يتخلى عن تأريخه، إلى جانب عدم مساسه بضوابط علاقاته، وإن كانت مع جار عدو غير مرغوب فيه.. كما الذين يتسلحون دون تصريح، ويفجرون دون وعي، ويقتلون بلا ضابط في سيناء ونحوهم.. المحرجين دولهم..
أو كانوا أفرادا في منظومة تُجَّار تمادت بهم رغبة المكسب، وزجوا بالمستهلك في دائرة المستنَنْزف..
كلُّ هؤلاء، ومن مثلهم يحرجون مؤسساتهم الصغيرة، والكبيرة، بسلوك فردي لكنه ذو مساس..
إن ضوابط السلوك ليست تنم في واقعها عند وقوع الحدث بانفراطها، أو ثباتها إلا عن منظومة تبدأ بالفرد القائم بالفعل، وتنتهي عند تنفيذ الحد في العقوبة التي يستحقها..
وهذا هو الضابط الفيصل في شأن الانتصار للتطهير، أو الانفلات في الفساد على مستوى الواقع.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855