يزداد موقف شركة الكهرباء سوءاً مع كل موجة حر تشهدها بلادنا الحبيبة، ولا يمكن قبول أي تبرير للشركة العملاقة التي يفترض أن تخدم كل مواطن في كل شبر في هذا الوطن طالما أنه مشترك ويدفع الرسوم ويسدد الفواتير.
ويعيش المواطنون عامة قلقاً سنوياً من تكرر الانقطاعات في التيار الكهربائي، وأشد ما يواجهه المشتركون انقطاعه في نهار رمضان حيث يوافق الشهر الكريم شهري يوليو وأغسطس وهو ما يعرف بجمرة القيظ! بل إن بعض سكان المملكة أصبح لهم موعد معروف في انقطاع التيار تزامناً مع هذا الشهر المبارك! وفضلاً عن عدم احتمال الحر الشديد فإن الانقطاعات المتكررة تؤثر على الأجهزة الكهربائية وتفسد المحفوظات والمجمدات التي يحتويها كل منزل. وتتعدى ذلك لتوقف الأجهزة الطبية المنزلية عن العمل كأجهزة الغسل الكلوي وأجهزة المساعدة على التنفس.
وينبغي على الشركة الكف عن التطمينات والوعود لتبديد المخاوف من الانقطاعات، بل يلزمها الاستعداد الكامل لمجابهة الارتفاع في درجات الحرارة وإدراك خصوصية هذا الشهر الكريم والتماس الصائمين سبل التخفيف عليهم من شدة الحر بتشغيل المكيفات، وما يتطلبه ذلك من الاستنفار وتشغيل كامل طاقة المولدات الأساسية والاحتياطية لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة سيما خلال هذا الشهر الكريم.
وبرغم الشكوى السنوية من ارتفاع معدل الاستهلاك لأغلب سكان المملكة إلا أن الشركة لا تتجاوب معها إطلاقاً، حيث يقع محدودو الدخل في ورطة وتهتز ميزانياتهم بسبب تلك الفواتير الباهظة التي لا تدخل في نطاق ترشيد الاستهلاك إطلاقاً للحاجة الماسة للمكيفات على وجه الخصوص في مدينة كالرياض وما جاورها فتصل درجة الحرارة للخمسين درجة مئوية.
ومن الإنسانية ومراعاة لحاجة المواطنين إعادة النظر في تقييم شرائح الاستهلاك ورفع المعدل الأدنى إلى ثلاثة آلاف بدلاً من ألفي كيلو وات، وهو ما يناسب الشريحة المتوسطة حيث يدخل معظم المشتركين في الشريحة الثانية تلقائياً، فتتضاعف التكلفة من خمس هللات إلى عشر وهذا مكلف كثيراً ومرهق. ولعل الحكومة -حفظها الله- تدعم هذا القطاع وتساهم في رفع الكلفة عن الناس، فالكهرباء أهم خدمة يحتاجها جميع المواطنين بلا استثناء. مع ضرورة الصيانة الدورية للمولدات واستبدال تلك التي تجاوزت عمرها الافتراضي وزيادة محطات التوليد والتوريد، ومتابعة الانقطاعات المتكررة. فلا يمكن أن تجتمع سوء خدمات مع ارتفاع قيمة الفواتير بما يضيف أعباء نفسية على المواطن.
وكيلا يستيقظ المواطن والمقيم على نكد انقطاع الكهرباء التي أصبحت شريان الحياة؛ فإن الشركة مطالبة بمضاعفة مسؤوليتها مع كل ارتفاع في درجة الحرارة، ووضع الخطط الإستراتيجية وتنفيذها.. فالمواطن يستحق أكثر من التطمين والوعود، فقد أصبح مدركاً لحقوقه التي كفلتها له بلاده!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny