هناك فرق بين السياسة وبين الدبلوماسية. السياسة نظرية، والدبلوماسية تطبيق. يجب أن تكون الدبلوماسية محركاً للعلاقة السياسية، دون أن تكون مجرد منفِّذة لها.
قبل أكثر من شهر، صرّح رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض عبدالرحمن الجريسي بأن إلغاء لقاء وفد رجال الأعمال الروسي جاء تعبيراً عن موقف وتعاطف رجال الأعمال السعوديين مع الشعب السوري الشقيق، وأشار إلى أن موافقة الغرفة على طلب مجلس الغرف السعودية باستقبال الوفد الروسي في البداية كانت بهدف إيصال رسالة للشعب الروسي عبر الوفد، تتضمن استياء رجال الأعمال السعوديين من الموقف الروسي تجاه الشعب السوري، إلا أن الغرفة رأت أن إلغاء اللقاء أبلغُ رسالة، لا سيما وأن الموقف الرسمي للمملكة يتمثل بشجب واستنكار ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من قتل وتنكيل.
أنا لا أعترض على هذا الكلام، وعدم اعتراضي، لا يعني أنني أتفق مع ما جرى. كنت أتمنى لو تمَّ اللقاء، واستطاع الوسط الاقتصادي والإعلامي والثقافي، أن يلتقي مع الوفد الروسي، وأن يطول الحديث عن احتجاجنا على موقف بلادهم الداعم للطاغية بشار الأسد، الذي فتك بأرواح السوريين.
أن نقول: لا، هكذا، لن يوصّل رسالتنا كاملة. صحيح أن هذا رسالة، لكنه لن يكون بحجم الرسالة التي سيسمعونها بالتفصيل من كل الشرائح الوطنية.