|
جازان - اسماعيل مسملي:
كان أهالي القرى في منطقة جازان قديماً يعتمدون في صومهم لشهر رمضان المبارك على الرؤية المباشرة للهلال إن وضحت لهم الرؤية وإلا فإنهم يعتمدون على ما يتلقونه من قاعدة المنطقة ، سواء من خلال ما تطلقه المدفعية من طلقات إيذانا بحلول شهر رمضان ، أو ما تبعثه إمارة جيزان كتابيا لإمارات المناطق الأخرى بواسطة إحدى سياراتها ، أو بواسطة شخص يكلف بحمل الخبر ويطلق على هذا الشخص نجاب ، وهو عبارة عن حامل بريد .
« الجزيرة « التقت بالعم أحمد مباركي والذي بين بأنهم قديماً كانوا يستبشرون ويفرحون بقدوم شهر رمضان ويسارعون في مساء أول يوم من الشهر إلى زيارة أقاربهم ، ويقدمون لهم التهاني والتبريكات بحلول الشهر ، وبالرغم من ضنك العيش في الماضي ، فإنهم كانوا يحرصون كل الحرص على ألا يدخل عليهم هذا الشهر الكريم إلا وقد أدخلوا بعض الإصلاحات على بيوتهم ، لأنهم يعلمون أن شهر رمضان هو فرصة سعيدة ومناسبة يستغلها أقاربهم لزيارتهم فيها ، حيث تستعد النساء لاستقبال هذا الشهر الكريم منذ شهر شعبان فتقوم النساء بتزيين منازلهن التي كانت مصنوعة من القش وهي العشة فيقمن بتجديد تلييس ودهن داخل عششهم بالطين وروث البقر، كما يجددن تلييس عرصاتها من الداخل والخارج ، وصاحب البيت الشعبي يعيد تجديد بيته باستعمال الجص ، وهو يقوم مقام الإسمنت حاليا ، ويبيضها بمادة يطلق عليها اسم نوره ، ثم يجدد عرصاتها من الداخل والخارج .
أما الوالدة مريم فرساني فقت بينت أن النساء قديماً كن يعلقن مجموعة من الاواني الملونة والصحون المزخرفة في وسط العشة وكما يطلين القعايد الخشبية المصنوعة من الطفي وحبال النخل كما ينظفن عرسه العشة والقبل وهو الحوش حاليا أما الرجال فيتسابقون لتقديم الصدقات وطعام الإفطار للفقراء من الأهالي والزوار والغرباء، كما كان للإفطار قديماً مذاق مختلف حيث كان يتكون إفطارهم في ذلك الوقت من التمر والماء والمغش وخمير الذرة والقوار والسمن ويحتسين عليه باللبن , كما كان الجيران والأقارب يتبادلن بالأطعمة كما كان يجتمع الرجال عادة على الإفطار أمام المساجد كلن منهم يحضر إفطاره ويجتمعون على مائدة واحدة.