يامعالي الوزير إن كنت تقرأ مقالي أو إن كان يقرأه من ينوب عنك نظرا لمشاغلك الكثيرة ثم ينقل خلاصته لك فلعلك تستمع من خلال حروفه وعباراته لأصوات أبنائك خريجي الدبلومات الصحية ومطالباتهم المستمرة منذ صدور الأمر الملكي الكريم بتوظيفهم قبل أكثر من عام دون جدوى, لقد فعلوا كل شيء يقدرون عليه, تجمهروا ورفعوا اللوحات واللافتات لشرح قضيتهم , ووقفوا الساعات الطويلة تحت لهيب الشمس المحرقة في أجواء حارة وخانقة بلغت درجة الحرارة فيها خمسين, وتسمروا في مواقع صعبة وفي مواجهة رياح الشتاء الباردة وهم يرفعون أصواتهم لعل أحدا في وزارتكم يستمع إليهم لكنهم بكل أسف أصيبوا بالصدمة أكثر من مرة وشعروا بالإحباط وخيبة الأمل عند نهاية كل تجمع حتى محاولاتهم للإلتقاء بك باءت بالفشل, وفي برنامج الثامنة في قناة “ m.b.c” لم يجدوا الإجابات الشافية لتساؤلاتهم واستفساراتهم ولا حتى الوعد بالحل ولو بعد حين وبشكل تدريجي، كما تفعل بعض الوزارات وأنا متأكد أن الخريجين سيرضون بهذا الحل متى وجدوا الجدية من الوزارة في تطبيق الحل!

نريد هذه المرة - ولا أظنك ستبخل على أبنائك المنتظرين - ردا شافيا أو وعدا بالنظر في قضيتهم التي طالت حتى ملوا من الانتظار وسئموا من البطالة وقتلهم الفراغ وأرغموا على العمل في وظائف ذات مردودات ضعيفة جدا لاتكفيهم في تدبير أمورهم المعيشية , نتمنى أن نحصل على أيضاحات تتكرمون بالكشف عنها أولها لماذا لايطبق الأمر الملكي الكريم رغم وضوحه ونصه على توظيف جميع المجتازين لأختبارات هيئة التخصصات الطبية ؟ ثم لماذا تصر الوزارة على موقفها من خريجي الدبلومات رغم أنهم من خريجي معاهدها أو من معاهد خاصة مرخصة من وزارة الصحة وكأنها تتبرأ من مخرجاتها مايعني أنها لاتثق بعملها أو أن لديها تحفظات لاتريد الكشف عنها ؟ وإذا كانت ترى أن تأهيلهم أقل من المطلوب فلماذا لاتوجههم لبرامج تكميلية وتدريبية لرفد مالديهم من نقص ؟ والوزارة كما علمنا من تصريحات مسئولي الوزارة تردد أنها ليست بحاجة للخريجين رغم أن الواقع يناقض هذه التأكيدات فعدد الفنيين الأجانب تجاوز أربعة عشر ألف في جميع مستشفيات الوزارة ومراكزها الصحية وفي كل مناطق المملكة العربية السعودية والوزارة في الوقت الذي ترفض فيه هؤلاء الشباب تواصل تعاقداتها من خارج المملكة وفي تخصصات غير نادرة ويوجد سعوديون يحملون مؤهلات في نفس التخصصات مثل التمريض والمختبرات والأشعة والتحاليل الطبية ومساعدي أطباء الأسنان والسجلات وغيرها. الوزارة مستمرة في طلب الفنيين من دول أخرى مثل الفلبين والأردن وهذه العمليات تأكيد على حاجة الوزارة القائمة للفنيين وستتضاعف الحاجة في السنوات القادمة لمقابلة تزايد السكان وتدشين مشروعات جديدة ومدن طبية عملاقة وتطوير المستشفيات الحالية.

يتمنى الخريجون من معاليكم التوضيحات التي تنير لهم الطريق وفي أكثر من مرة طالبوني بالكتابة عن قضيتهم لعل صوتهم يصلكم لتبادروا لحلها , وقبل هذا المقال كتبت ثلاثة مقالات موجهة لوزارة الصحة غير المقالات التي وجهتها لوزارة الخدمة المدنية وكانت تدور حول رفض الخريجين للقطاع الخاص بسبب تدني رواتبه , ورفض وزارة الصحة للسعوديين واستمرارها في التعاقد من الخارج.

نريد رد من معاليكم حول ماطرحت ونحن بالانتظار وشكرا معالي الوزير.