|
مع حلول الشهر الفضيل، لا ينفك كثيرون عن تكرار سؤال: هل استعمال قطرة العين في رمضان مفطر؟
وللإجابة عن هذا السؤال، لابد من توضيح الحكم الشرعي وفق ما صدر عن الفقهاء من ناحية، ومن ناحية ثانية لابد من إيضاح المسألة وشرحها طبيا وعلميا لتكون الإجابة دقيقة.فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى عن هذا السؤال فأجاب رحمه الله بداية، لا بد أن يعلم الصائم أن الذي يفسد الصوم، كما عرفه علماء الفقه، يندرج تحت الآتي:
- أن يصل إلى الجوف ويستقر فيه.
- أن يكون الوصول إلى الجوف من المنافذ المعتادة مثل؛ الفم والأنف، أما المسام والعين فلا تعدان من منافذ الغذاء وليس ثمة اتصال بينهما وبين المعدة، ما يعني أن استعمال القطرة في العين مباح، سواء وجد الإنسان طعمه في حلقه أم لم يجده؛ لأن العين ليست بمنفذ إلى الجوف.
ومن نحيه العلمية فإنه عندما يقوم المريض بوضع نقطة واحدة من القطرة في عينه، فإنه يلاحظ أن جزءا منها يتسرب إلى الخارج بدون استفادة منه عند غلق العين، أما الجزء المتبقي في كيس (فراغ) الملتحمة، فيجد أن الجزء الأكبر منه يمتص بواسطة أنسجة العين، أما الجزء الأصغر وهو جزء يسير جدا يختلط مع الدموع فيمر خلال رحلة الدموع المعروفة ابتداء من الثقب الدمعي ثم إلى القناتين الدمعيتين العلوية والسفلية اللتين تتحدان معا فتكونان وصلة تؤدي إلى الكيس الدمعي الذي منه تمر الدموع إلى الوصلة الدمعية الأنفية التي تفتح في الميزاب السفلي من تجويف الأنف.
وجزء من هذه الدموع ينزل مع إفرازات الأنف إلى الخارج في بعض الأحيان، وجزء آخر يتجه إلى البلعوم الأنفي بسبب حركة أهداب جدار الأنف التي تتحرك حركة منتظمة إلى الخلف في اتجاه البلعوم الأنفي. ولذا يلاحظ أن جزءا صغيرا جدا لا يذكر يصل إلى البلعوم الأنفي، وهذا يفسر لماذا يشعر المريض في حلقه بطعم مميز لبعض القطرات، بسبب استثارة براعم التذوق الموجودة بالحلق والثلث الخلفي من اللسان، ويمكن توضيح هذه الظاهرة بأنها مجرد الإحساس بطعم القطرة فقط في الحلق، إذا كانت القطرة لها طعم مميز؛ ومن ناحية أخرى، وكي يطمئن الصائم ومن باب الحيطة ودفع الوسواس على المريض إذا شعر بطعم في حلقه أو نحوه أن يطرد طعم القطرة الموجود في الحلق، وإن لم يفعل ذلك فلا شيء عليه، لأن هذا مجرد طعم في الحلق ولا يصل شيء من القطرة بأي حال من الأحوال إلى المعدة.
وجدير بالذكر أن العلاج الموضعي للعين مثل؛ المراهم أو حقن تحت الملتحمة تأخذ حكم القطرة من الناحيتين الشرعية والطبية، ولهذا لا نجد أي التباس في استعمال القطرات والعلاجات الموضعية في نهار رمضان، وحتى يتمكن المريض من الانتظام في استعمال العلاج بدون الشعور بأدنى حرج.
ويختلف حكم صيام المريض الذي أجريت له عملية جراحية في عينه وباختلاف المواد المستخدمة اثناء العملية ،حيث إن استخدام إبرة التخدير الموضعي والإبرة العلاجية لاتفطران ولكن يشترط عدم استخدام المحاليل الطبيعية الوريدية حيث انها تعتبر سوائل مغذية
د. محمد المتعب - استشاري الليزك والماء الأبيض وجراحة القرنية