ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 20/07/2012 Issue 14540 14540 الجمعة 01 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

رفعتُ يديَ لرب السماء..

بكيتُ بكيت... وسالت دموعُ الرجاء..

بأن يجعل الله فضائي وروحي وعمري..

زماناً من الحبِ لك ربي.. دون انطفاء

نفحاتُ ذروة أيامِ شهرٍ قريبة من الله.. نستقبلها بعاطفة لا تعرفُ الارتواء ولا الشبع.. ألطافٌ إلهية ونسائمُ ربانية تحتضن كياننا تلف ذواتنا.. تستنهض نفوساً غافلة لتستفيق من غفلتها وترتقي في عالم الشوق الإيماني.. توقظ أفئدة من سبات طال أمده.. وتزيح غشاوة البصائر لتسمو الروح والنفس أكثر وأكثر في شهر ٍهو تاجٌ لكل شهور العام بعظمته وبركته وسعة رحمة رب العباد فيه.

نسائمُ روحانيةِ أيامٍ مباركة... تحرك مكامن الجوارح الإنسانية... لتوقظ الروح والضمير والوجدان من إغماءة الأهواء التي أسقطت أصحابها أسرى في شراك حياة ضيقة فانية.. لكن حين تهجع العيون يقترب المولى من عباده هل من داعٍ فأجيبه؟ ما أكرمك وأرحمك يا ربي.. وما أعظم هباتك وعطاياك.. فهلا حلق الغافل بعقله وفكره وتدبره إلى ما وراء أفق دنيا الحياة الفانية؟

نسائمُ شهر رمضان المباركة هي نسائمُ لحظاتٍ من شلالِ زمنٍ نعيش روحانيته بكل مشاعرنا وجوارحنا.. نحرر فيه همة النفس من لهثِ ركضٍ زائفٍ في دنيا غرّبتنا عن كثير من أمور ديننا الحنيف وأنستنا الحنين لجنات النعيم... وبات ضجيج الأمنيات والآمال لا يكاد يستكين وغدت همة النفس البشرية ثراءً وثريا.. وسباقاً لانهاية له للغوص في أغوار حضورٍ طاغ لعولمة اخترقت مجمل مفاصل حياتنا... ويستمر نبضُ صراع البقاء كأن لا فناء أو رحيلا مباغتا في أي لحظة من لحظات فصول الحياة... فتعس عبد الدينار وتعس عبد الدرهم الذي ينسج خيوط الثراء بنبض قلب أصابته غشاوة... يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر .

رمضان بأيامه ولياليه.. بلحظاته ودقائقه وهبةِ نسائمه الندية العطرة.. يأسر أرواحنا الظمأى للطهر من أردان ودنس ماديات حياة ألهتنا وغربتنا عن رحاب الطهر والإيمان وأنستنا اليقين المباغت... فيا ربي كم هي النفس تواقة لنفحات روحانية تجود بها على أفقر عبادك إليك في شهر هو خير من ألف شهر... ويا ربي ما أحوجنا إلى نسائم الطهر المعطرة بعبق نفحات الإيمان تعطر أنفاسنا وتلهب كياننا وتشعل في قلوبنا شرارة الشوق واللهفة لتَجَاوزِ حدودنا الضيقة في ارتباطنا وإخلاصنا وتعلقنا بك إلى فضاء أوسع وأرحب يمنحنا مزيداً من التوجه لك والتعلق بك بقلوبٍ خاشعة ودعواتٍ صادقة وعبادات متنوعة أملاً في أجرٍ أعظم وثوابٍ أكبر بإذن الله .

نفحات رمضان إشراقات في قلب وروح الإنسان.. بها يستضيء دربه وتتألق نفسه... بل وتأنف عن الدنو من المعاصي والرزايا... فما أعظم الإيمان الذي تفعمُ به الروح المؤمنة مستشرفة روابيَ الخير في شهر الخير... وما أعظم التقوى تُزينُ النفوس المؤمنة الصادقة.. وما أجمل اللحظات الروحانية التي يجتمع فيها أبناء المجتمع المسلم يمارسون عباداتهم ويؤدون الفروض الواجبة عليهم من صلاة وصيام وتراويح وقيام.. إنها لحظاتٌ تجمعُ أشتات المجتمع المسلم لتنصهر في بوتقة واحدة.. وتزيل الغربة من زوايا قلوب الغافلين لتستشعر عظمة وفضل هذا الشهر المبارك... فتنهل من معين روحانيته المباركة... وتستثمره حق الاستثمار قبل فوات الأوان. لحظات عمر ثمينة نعيشها في هذا الشهر الفضيل..

فإشراقة شمس يومه تضيء قلوبنا..

تغمرنا بنفحات إيمانية تسمو بها أحاسيسنا وقيمنا وأفكارنا..

تمنحنا نشوة التلذذ بحلاوة الإيمان فنزداد تعلقاً بخالقنا..

صوت نداء المآذن وهي تصدح خمساً منادية حي على الصلاة حي على الفلاح يحمل الوقار على كل أذن صاغية فيتسابق جمع المؤمنين إلى بيوت الله وألسنتهم تلهج بذكره وترجو مغفرته...

ومع غروب شمس يومه ترتفع الأصوات بالدعاء والاستغفار ورجاء القبول...

وبشوقٍ ولهفة وفرح تَبْتَلُ العروق فللصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه..

ومع هبوب نسائم السحر تخالج المؤمن مشاعر الاختلاء بالذات..

فربيع النفوس التواقة لخير الزاد تجد في سويعات السحر مبتغاها لتشبع نفسها الظامئة المتعطشة لزاد التقوى..

ففي الأسحار للذكر حلاوة وللصلاة خشوع وللمناجاة راحة وأنس وسعادة..

وبذكر الله تطمئن القلوب.

zakia-hj1@hotmail.com
 

عود على بدء
وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة