|
دمشق - لندن - جنيف - أنقرة - وكالات:
تزامناً مع تطورات ومواقف سياسية متذبذبة حول الأزمة السورية، خصوصاً من جانب الحليف الإستراتيجي روسيا شهدت الساحة السورية تطورات نوعية جاءت مفاجئة أمس بإدراج الأسلحة الكيماوية في الصراع من جهة وفي إدارة المعارك التي اتجهت منذ يومين إلى العاصمة دمشق واشتدت رحاها أمس الثلاثاء مع إعلان الجيش السوري الحر إسقاط طائرة فوق العاصمة الأمر الذي كذبه النظام وأعلن دحر بعض العناصر المسلحة من العاصمة من جهة أخرى. فقد أعلن الجيش الحر في الداخل أمس عن بدء عملية (بركان دمشق-زلزال سورية نصرة لحمص والميدان) في كل المدن والمحافظات السورية اعتباراً من مساء الاثنين. وشملت الاشتباكات أمس الثلاثاء أحياء كفر سوسة وجوبر والميدان والتضامن والقدم والحجر الأسود ونهر عيشة والعسالي والقابون. وتشكل هذه الأحياء ما يشبه نصف الدائرة في جنوب وشرق وغرب العاصمة فيما حي الميدان هو الأقرب إلى الوسط.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان (دخول تعزيزات من القوات النظامية إلى حي الميدان) واستخدام النظام للمروحيات في عمليات القصف التي تطال الأحياء المنتفضة) الأمر الذي أكده النظام وقال لوكالة فرانس برس إن القوات النظامية دخلت حيي التضامن والميدان اللذين شهدا اشتباكات وعمليات عسكرية خلال اليومين الماضيين وأنها تلاحق (الإرهابيين). في حين أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس أن قوات الأمن تصدت لمقاتلين تسللوا إلى دمشق وأجبرت كثيرين منهم على الفرار، ونفى تقارير إعلامية وقال إنها لا تعرض الحقائق على الأرض. وقال لرويترز إن ما يحدث هو أن بعض العناصر المسلحة تسللت إلى دمشق وحاولت أن تقوم بتحرك في إحدى المناطق لكن قوات الأمن حاصرتهم وتعاملت معهم ولا تزال تتعامل معهم. وأضاف الزعبي أن بعض المقاتلين استسلموا وفر الآخرون على أقدامهم أو في سيارات وأطلقوا النار في الهواء لترويع المواطنين. وفي حين تنفي سوريا هذه الأنباء أكد قائد وحدة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي أن الرئيس الأسد نقل قوات من الجيش من هضبة الجولان باتجاه دمشق ومناطق أخرى تجري فيها نزاعات في سوريا وتمثل بدورها هذه التطورات نقطة تحول في الثورة السورية التي بدأت قبل 16شهراً. وقال الجنرال افيف كوخافي لأعضاء الكنيست (البرلمان) أمس أنه بينما يحتدم القتال بين قوات الأسد والمعارضة في محاولة للإطاحة بنظامه قام الأسد بنقل قواته من خط فك الارتباط الذي يقسم الجولان المحتل. وفي تعليق من العميد المنشق مناف طلاس على الوضع القائم أكد هذا الأخير في بيان سلم لوكالة فرانس برس أنه في باريس ويأمل بقيام (مرحلة انتقالية بناءة) في سوريا محملاً النظام مسؤولية الأزمة ومعبراً عن (غضبه) لزج الجيش في الصراع في سوريا. وفي تطورا لافت في الأزمة السورية نقل مسئولون غربيون وإسرائيليون أن حكومة الأسد تقوم فيما يبدو بنقل بعض الأسلحة الكيماوية في الخفاء من مواقع تخزينها لكن لم يتضح ما إذا كانت العملية إجراء أمنياً محضاً وسط حالة الفوضى التي يشهدها الصراع السوري أم أنها تنطوي على أمور أخرى. بالمقابل حذر البيت الأبيض الحكومة السورية أمس الثلاثاء من أنها ستحاسب على أسلوب التعامل مع أي أسلحة كيماوية بشأن حيازتها وطريقة تخزينها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست (توجد مسؤوليات معينة تقترن بأسلوب التعامل وتخزين وأمن هذه الأسلحة الكيماوية). وأضاف (نعقد أن الأفراد المسئولين عن الالتزام بمثل هذه التحديات يجب أن يفعلوا ذلك وأنهم سيحاسبون على عمل ذلك). سياسياً قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في موسكو الدعم لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان الذي اعتبر من جانبه أن الوضع (غير مقبول) في هذا البلد حيث وصلت الأزمة إلى مرحلة حرجة. وقال بوتين لأنان عند بدء اجتماعهما في الكرملين منذ البداية ومنذ الخطوات الأولى ونحن ندعم ونواصل دعم جهودكم الرامية إلى إعادة السلم الأهلي على الأراضي السورية في الوقت الذي يؤكد فيه المتمردون أن معركة تحرير دمشق قد بدأت.