ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 18/07/2012 Issue 14538 14538 الاربعاء 28 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما تُرسم صورة ذهنية جماعية، وتنقل جيلاً بعيد جيل، لا تلبث أن تصبح ثقافة، وقد تصل إلى عقيدة تؤخذ دون تمحيص، لكن تبقى نزعة العقل للتفكير حاضرة، قبل أن تقبل المألوف والمتعارف عليه، ولو بعد حين.

فالرجل الذي يشك في زوجته وأخته وأمه، لا يسعنا أن نلومه، لأنها تبعات طبيعية لفكرة أزلية، زُرعت في رأس جده وأبو جده، بقصد نبيل، لتحرك شيمته وكبريائه، كان هدفها حث الرجال على العفة من أجل أن تعف إناثهم! وعلى سبيل المثال لا الحصر..البيت القائل:

“إن الزنا دين فإن أقرضته.. كان الوفا من أهل بيتك فاعلم”

وكذلك القصة المشهورة “دقة بدقة.. ولو زدت زاد السقا”

ولأني على يقين أن دين الإسلام دين عدل لن يتعارض مع الإنسانية، لذا، لا يمكن أن يؤخذ أحد بذنب آخر، ومن منا يصدق أن يكون شرف الأنثى مرهون بقدرة وليها على ضبط غرائزه؟ فمن غير المنطق أن نوجد شماعة غير عاتق الفاعل، نعلق عليها دفع ثمن خطأه وخيانته، كذلك لأن حرية الاختيار جاءت بضمان التكليف للذكر والأنثى على حدٍ سواء.

ولو صدقنا جدلاً بصدق ذلك، فما السيناريو المتوقع؟

سيكون أمامنا أنثى تجد في انحراف الرجل مدخلاً هيناً لاقتراف الخطأ بحجة أنها ضحية، وهي غير مسئولة عن تصرفاتها، ولماذا تعاقب أساسًا، وفي المقابل إن كان دين الرجل فلما تدفعه هي؟ ومن يقبل أن يكون كفيلاً ويدفع غرامة غيره بالقوة؟ ولسوف نجد رجلاًً مريضاً بالريبة كلما ضعف وأخطأ، سيبحث بكل قوته عن ضحيته التي تدفع ثمن غلطاته! ويبدأ مشوار التجسس والتوقعات، بالإضافة إلى جيل لن يقبل هذه الفكرة برمتها، وربما يدخل دوامة الشك في دينه ومجتمعه، أظنها معادلة مستحيلة الحل، لم يأخذها بالحسبان صاحب الفكرة وناقلها أيضًا.

ومثل الفكرة أعلاه الزعم بأن عقوق الوالدين بمثابة دين سيدفعه الأحفاد، مما يعني أنها سلسلة لن تنتهي من العقوق الموُرث بالقوة، فهل نعي حقًا خطر هذا المبدأ، وكيف يجعل من الإنسان آلة مبرمجة لا يمكنها الاختيار! وعندما نؤمن به ونزرعه لدى الأبناء، ألسنا نلغي شخصياتهم، ونفرض عليهم سلوكاً بعينه؟ وما قيمة عمل الخير، إن كان مبني على مبدأ الخوف من العواقب، دون قناعة وإقبال يسبقه فهم حقيقي للدافع والعائد.

إن الحق والفضيلة لا يُدعى لها بالتخمين والقصص الخيالية، فزمن العواطف والبساطة ولى وانتهى، ولعلنا سمعنا ورأينا من يستميت من أجل الدفاع عن دينه بقصص خرافية، كقصة الأسد الذي يذكر الله، وبطيخة عليها لفظ الجلالة، وشجرة تسجد لله! وفي الجهة الأخرى إحدى الصور تحكي عن بقرة عليها نقش الصليب، فماذا سنقول عندما يأتي مسيحي ويقول إن البقر حيوان مسيحي، ويعدها كرامة من السماء، لإثبات أن المسيحية هي الدين الحق! على من سنضحك؟

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
حيلة الواعظ واستفزاز العقل!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة